للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسْمَاعِيْلُ بن عليّ الوَاعِظ، قال: دَخَلْتُ على المَلِكِ النَّاصِر صَلاح الدِّين يُوسُف بن أَيُّوب بعد أنْ فَتَحَ مِصْر، وكان مسَاءً فدُهِشْتُ، فقُلتُ: صبَّحَ اللهُ المَوْلى بالسَّعَادَةِ، فأنْكَر عليَّ الحَاضرُونَ، فلمَّا قعَدْتُ رجَعَتْ إليَّ نَفْسِي وأحْسَستُ بالغَلَط، قال: فحضَرَني أنْ أنْشَدتُه هذين البَيْتَيْن (١): [من الكامل]

وصبَّحْتُه عند المَسَاءِ فقال لي: … ماذا الصَّبَاحُ وظَنَّ ذاك مُزَاحَا

فأجَبْتُه: إشْرَاقُ وَجْهكَ غَرَّني … حتَّى تَيقَّنْتُ المَسَاءَ صَبَاحَا

ذَكَرَ أبو عَبْد الله مُحَمَّد (a) بن سَاكِن، المُتَصَدِّرُ بجامع مِصْر في تَسْمية شُيُوخه أنَّ أبا الفِدَاء ورَدَ مِصْر سَنَة خَمْسٍ وسِتِّين وخَمْسِمائَة، فقد تُوفِّي بعد ذلك.

إسْمَاعِيْلُ بن عليّ بن مُحَمَّد العُثْمانيُّ الكُورَانِيُّ الكُرْدِيُّ (٢)

شَيْخٌ حَسَنٌ صَالِحٌ، مُتَعَفِّفٌ، مُنقَطعٌ عن أهْل الدُّنْيا، يأمرُ بالمَعْرُوف ويَنْهى عن المُنْكَر، قَدِمَ علينا حَلَب، وأقامَ مُدَّةً طَوِيلَةً في مَسْجِد باب الأرْبَعِين لا يُخالِط أحدًا من أرْبَاب الدُّنْيا، ولم يَقْبلْ من أحدٍ من المُلُوك صِلَةً، وكان يُغْلظُ لهم في الأقْوال، ويَخْشنُ عليهم في المَوْعِظَة، والنَّهْي عن الظُّلْم، والتَّقْريع لهم (b) على ذلك.

سَمِعَ بحَلَب من القَاضِي أبي الحَسَن أحْمَد بن مُحَمَّد (c) بن الطَّرَسُوسِيّ، وحَدَّثَ


(a) ساقطة من ب.
(b) ساقطة من ب.
(c) ساقطة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>