الخَضِر بن عَبْد الوَاحِد بن علّي بن الخَضِر، أبو القَاسِم بن أبي المُنَى الحَلَبِيّ القَاضِي (١)
هو وَلد شَيْخنا السَّابِق أبي المُنَى الشُّرُوطِيّ.
وُلد بحَلَبَ ونَشَأ بها، وسَارَ منها إلى خُرَاسَان وتَفَقَّهَ على أبي الخَطَّاب الطَّبَريّ، وسَمِعَ الحَدِيْث بنيْسَابُور من المُؤيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الطَّرَسُوسِيّ.
ثُمَّ قَدِمَ علينا حَلَب، وَنَزَل بها عند أبيهِ، ولازَم دَرْسَ شَيْخنا قاضِي القُضَاةِ أبي المَحَاسِن يُوسُف في رَافِع بن تَمِيْم، وأعادَ دَرْسَه، وشَاهَدتهُ وسَمِعْتُ بَحْثهُ.
ثُمَّ سَار إلى مَكَّة، حَرَسَها اللَّهُ تعالى، واسْتَوْطَنها، وتولَّى بها التَّدْرِيس بالمَدْرَستَيْن المَعْرُوفة إحديْهُما بُزبَيْدَة والأُخْرى بمُظَفَّرِ الدِّين صَاحِب إرْبِل. وأقام بمَكَّة مُجَاوِرًا مُشْتَغلًا بالفَتْوَى وإفَادة المُسْلمِيْن. ثمّ تَوَلَّى قَضَاءَ مَكَّة سَنَة ستٍّ وعشرين وستِّمائة، وَلَّاه إيَّاهُ المَلِكُ المَسْعُود أقْسيس ابن المَلِك الكَامِل مُحَمَّد، فاسْتَمَرَّ على ذلك إلى أنْ هَجَم رَاجحِ مَكَّة، وانْهَزَم منه، وقَصَد أذاهُ وعَزَلَهُ عن القَضَاء، ودَامَ مُجَاوِرًا بمَكَّة إلى أنْ تُوفِّي.
وكُنْتُ اجْتَمَعْتُ به بمَكَّة في السَّنَة الّتي حَجْجتُ فيها، في سَنَة ثَلاثٍ وعشرين وستمائة مِرَارًا، ولم أسْمَعْ منه شيئًا، ورَوَى لنا عنْهُ أبو الحُسَين يَحْيَى بن عليّ القُرَشيّ، ومُحَمَّد بن أحْمَد بن عليّ القَسْطَلانِيّ.
أخْبَرَنا أبو الحُسَين يَحْيَى بن عليّ القُرَشِيّ العَطَّار بمِصْر، قال: أخْبَرَنا القَاضِي الفَقِيهُ أبو القَاسِمِ الخَضِرُ بن عَبْدِ الوَاحِد بن عليّ بن الخَضر الشَّافِعيّ الحَلَبيِّ بقِرَاءَتي عليه بالحَرَم الشَّريفِ تجاه الكَعْبَة المُعَظَّمة، قال: أَخْبَرَنا الشَّيْخُ أبو الحُسَين المُؤيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الطُّوْسيّ بنيْسَابُور، ح.