للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأفَنَي وما أفَنَتُه نَفْسِي كأنَّما … أبو الفرَج القَاضي له دُونها كَهفُ

قليلُ الكرى لو كانت البيضُ والقنا … كآرائه ما أغنَتِ البيضُ والزَّغفُ

يقوم مقام الجيش تقطِيبُ وجههِ … ويستغرق الألفَاظَ من لَفظه حرفُ

وإن فَقَد الإعطاءَ حنَّت يمينُه … إليهِ حين الإلفِ فارقَه الإلفُ

أديبٌ رسَت للعِلم في أرض صدْره … جبالٌ، جِبالُ الأرضِ في جنبها قُفُّ

جوادٌ سمَت في الخَير والشَّرِّ كفُّه … سُمُوًّا لوَدَّ الدَّهْر أنَّ اسْمُه كَفُّ

تفَكُّرُه عِلْمٌ، ومَنطقُهُ حُكمٌ … وباطنُهُ دِينٌ، وظاهرُهُ ظَرفُ

وهي طويلةٌ اقتصرتُ منها على هذه الأبْيَات.

أحْمَدُ بن الحُسَيْن -وقيل: الحَسَن- أبو يوسُفَ المِصِّيْصِيُّ الحَاسِبُ

له كتابٌ في الجَبر والمُقابلَة، وقد ذكرناهُ فيمَن اسم أبيه الحَسَن (١).

ومن أفرادِ حرف الحاءِ في آباء الأحْمَدِين

أحْمَد بن الحُصَيْن التَّمِيمِيُّ (٢)

ورَدَ دَابِق في أيَّام عَبْد المَلِك بن مَرْوَان، وبها مَسْلَمةُ بن عَبْد المَلِك، ودَخَل معَه غازيًا بلادَ الرُّوم حين توجَّه إلى القُسْطَنْطِينِيَّة هو وأَخُوه مع الفتيةِ الذين تابُوا بالمَدِينَة. وسيأتي ذِكْر خبرهم إن شاءَ اللهُ تَعَالَى (٣).


(١) تقدّم فيما مرَّ من هذا الجزء، وزاد في ألقابه هناك: الإقليدسيّ.
(٢) توفي سنة ٨٦ هـ، وترجمته في: الفتوح لابن أعثم ٧: ١٧١.
(٣) لم يرد خبرهم في المتبقي من كتابه، وترجم الاثنين آخرين منهم، هما: أحْمَد بن مُحمَّد اليشكريّ، وسعيد بن إسماعيل الأسدي، وانظر خبر هؤلاء الفتية الذين تابوا مما هم فيه من لهو وفسق، عند ابن أعثم: الفتوح ٧: ١٧١ - ١٨٣، وعدد الفتية عشرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>