للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

هبةُ اللهِ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن رَزِيْن، القاضِي السَّعِيْد، أبو القَاسِم بن أبي الفَضْل المِصْريّ، ابن سَناء المُلْك

" أخْبَرني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحنفيّ العُقَيْليِّ بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أخْبَرني أبو مُحَمَّد عَبْد العَظِيم بن أبي الإصْبعِ العَدْوانِيّ الشّاعِر المِصْرِيّ، قال: أخْبَرني جَلَالُ الدِّين المُكَرَّم أبو الحَسَن مُوسى بن الحَسَن بن سَناء المُلْك بالقَاهِرة، قال: دَخَلْتُ على القاضِي السّعِيد أبي القَاسِم هبَة الله ابن سَناء المُلْك في مَرَضِهِ الَّذي ماتَ فيه، فلمَّا رآني بَكَى وأشار إلي، فَجَلسْتُ وأخَذْتُ في تَسْلِيتهِ، وقُلْتُ له فيما قُلْتُهُ: لقد رَأيْتُ الدُّنْيا ونِلْتَ من مَلاذِّها ما لم يَنَلهُ غَيرك من أهْلِ بَيْتكَ حتَّى أنَّكَ اتَّخَذْتَ لنَفْسكَ فِرَاشًا من العَنْبَر، وأنتَ اليَوْم فعلى قَدَم خَيْرٍ. وكان قد تابَ قبل مَوْتِهِ بسَنَة، وحَسُنَتْ حاله، فأشارَ إلى الدَّوَاة، وقال لي: اكْتُب، وأمْلَى عليّ: [من السريع]

أحْسَنَتِ الدُّنْيا الّتي اسْتَرْجَعَت … مِنِّي تِلْكَ الحالَةَ الفَاخِرِهْ

ما شَغَلَتْ بالِي بِتَقْبِيْحِها … إذْ فَرَّغَت قَلْبِي للآخِرَهْ

قال: فقُلْتُ لهُ: اذْكُر الله، فقال: أنا في ذِكْرهِ، قال: فما خَرَجْتُ من عندهِ إلى البابِ حتَّى ماتَ" (١).


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٧: ١٢٢، ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>