للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أفُوْلَا

خَتَن طريانُوس (a) المَلِك، مَرَّ معه بأنْطَاكِيَةَ حتَّى انْتَهى إلى بَيْت المَقْدِس وهو خَرَابٌ، فأمرَهُ المَلِكُ طريانُوس بعِمارَة البَلْدَة، ووَلَّاهُ إيَّاها، وأمَرَهُ أنْ يُسَمِّيها إِيلِيَاء (١)، ومكَّنَهُ من الأمْوَال.

وكان أفُوْلَا حَكِيمًا عَالمًا بالنُّجُوم، فلمَّا رَأى أفُوْلَا الآيات والعَجَائِب الّتي كان تَلَامِيْذُ الحَوَرايِّيْن يَعْملُونها رغبَ في النَّصْرانيَّةِ واعْتَمد وتَنَصَّر، ولم يكن مع ذلك يترُك عَمَل النُّجُوم والسِّحْر الّذي كان قَديْمًا يَعْمل به، فلمَّا رَأى ذلك تَلَاميْذُ الحَوَارِيِّيْن نَهَوْهُ عنه نَهْيًا شَدِيْدًا، فلم ينْتَهِ فحَرَّمُوه وأقْصَوه، فَحَمَلهُ الغَضَبُ والأنَفَةُ والحَيَّةُ إلى أنْ بَعَثَ (b) المَصَاحِفَ الّتي انْتَسَخَها بَطْلَمْيُوس فانْتَسَخَ جَمِيْعَها، ثمّ نزَعَ إلى اليَهُودِيَّةِ فتهوَّد ونَسَخَ (c) مَصَاحِفَ بالعِبْرَانِيَّةِ والسُّرْيَانيَّة من الكَلَام الرُّوميّ من تلْقاءِ نَفْسهِ، والحُجَجِ الباطنَة ما قدَّر أنْ يُبْطِلِ به أمرَ المَسِيْح ومجَيئَهُ وظُهُورَه، فتلك الكُتُب الّتي كَتَبها (d) في أيْدِي اليَهُود إلى يوْمهم هذا، وتَفْسِير الاثْنَين وسَبْعِين مُصْحَفًا الّتي فُسِّرَتْ لبَطْلَمْيُوس في أيْدِي اليُونَانِّيْن إلى هذه الغاية.

ذَكَرَ هذا سَعيدُ بن بِطْرِيْق في تَارِيْخهِ (٢)، ونَقَلْتُه من خَطِّ يَحْيَى بن عليّ بن عَبْد اللَّطِيْف المُؤرِّخ المَعَرِّيّ.


(a) في تاريخ ابن بطريق (التاريخ المجموع ١: ١٠٠ وما بعدها): طرابيانوس.
(b) ب: أبعث.
(c) ساقطة من ب.
(d) ب: كتبتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>