للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابٌ في ذِكْرِ حِيَار بني القَعْقَاع (١)

ويُعْرفُ بحِيَار بَنِي عَبْسٍ أيضًا.

وهي مَنْسُوبَةٌ إلى بَني القَعْقَاع بن خُلَيْد بن جَزْءٍ بن الحَارِث العَبْسِيِّ، وهم أخْوَالُ الوَلِيدِ وسُلَيمان ابني عَبْد المَلِك بن مَرْوَان؛ لأنَّ أُمَّهُما وَلَّادَة بنت القَعْقَاع بن خُلَيْد بن جَزْءٍ. وقيل: هي وَلَّادَة بنت العبَّاسِ بن جَزْءٍ.

وكان الحِيَارُ بَلَدًا قديمًا، فصَار الآن مَنْزِلًا للأعْرَابِ، ويُعْرَفُ بقِنَّسْرِيْن الثَّانيَة، فإنَّني قَرَأتُ في كتاب البُلْدان لابن وَاضِح الكَاتِب، في تَعْدَادِ كُوَر جُنْد قِنَّسْرِيْن والعَوَاصِم، قال (٢): وكُورَة قِنَّسْرِيْن الأُوْلَى وهي: مَدِينَةٌ على جَادَّةِ الطَّريق الأعْظَم، وبها قوْمٌ من تَنُوخ. وكُورَة قِنَّسْرِيْن الثَّانيَة وهي: حِيَارُ بَنِي القَعْقَاع، وأهْلُها عَبْسٌ وفَزَارَة وغيرهم من قَيْس.

وذكَرَ أبو الحُسَيْن بن المُنَادِي في كتابهِ المَعْروف بالحَافِظ أنَّ الحِيَار من الإقْليم الثَّالث.

وذكَر أحْمَد بن يَحْيَى بن جَابر البَلاذُرِيّ، في كتاب البُلْدان، فيما حكَاهُ عن شُيُوخهِ، ونَقَلْتُه من خَطِّ بَنُوْسَةَ، قال (٣): وقالوا: وكان حِيَار بَنِي القَعْقَاع


(١) حيار بني القعقاع: ويقع إلى الشمال من قِنِّسرين وكان يُعرف بقِنِّسرين الثانية، وأيضًا: حيار بَنِي عبس، والمسافة بينه وبين حَلَب يومان. وكان الحيار مشهورًا في القرون الثلاثة الأوّلى، وأصبح بعدها برية ليس فيها غير الوحوش، وكان الحيار أيضًا بلدًا مشهورًا قبل الإسلام، وبه كان مقيل ملك الحيرة المنذر بن ماء السماء اللخميّ، فنزله بنُو القعقاع بن خليد بن جزء بن الحَارِث من بَنِي عبس ونسب إليهم، وقيل: إن عَبْد المَلِك بن مَرْوَان أقطع القعقاع وعمه العبَّاس بن جزء قطائع به فسمي باسمهم. انظر ابن خرداذبة: المسالك ٧٥، اليعقوبي: البلدان ٣٦٣، سهراب: عجائب الأقاليم ٣٥، "وسماها سهراب مَدِينَة الحيار"؛ قدامة: الخراج ٣٠٣ - ٣٠٤، الإسكندري: الأمكنة ١: ٤٣٧، ياقوت: مُعْجَمُ البلدان ٢: ٣٢٧، ابن شدَّاد، الأعلاق الخطيرة ١/ ٢: ١١، الوطواط: مناهج الفكر ١: ٣٦٢، أبو الفداء: تقويم البلدان ٣٣٣، اليواقيت والضرب ٤١.
(٢) من الضائع من كتاب البلدان لابن واضح اليعقوبي.
(٣) فتوح البلدان ١٩٩، ونقله قدامة (كتاب الخراج ٣٠٤) دون عزو، وانظر ما يأتي في نَسَب بَنِي قُطَيْعة بن عبس، آخر هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>