للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُؤْتَمَنُ: ثمّ بَلَغَني أنَّهُ دَخَلَ مِصْرَ، وكان أيَّام المُسْتَنْصِر، فتَرَفَّضَ وعَمِل أحَاديْثَ في فَضَائِل (a) أهْلِ البَيْت، وسَأل المُسْتَنْصِر أنْ لا يبقَى في البَلَدِ أحَدٌ ممَّن يَتَسَمَّى بالعِلْم إلَّا ويَحْضُر مَجْلسَهُ، فأُكْرِهُوا على ذلك حتَّى الحَبَّال الحافِظ.

أبو سَعْد بن مَالِك

كان من أهْلِ الحَدِيْث بحَلَب، وسمَّاهُ أهْل الحَدِيْثِ أنَسًا، فكانُوا يَدْعونَهُ أنَس بن مَالِكٍ.

نَقَلْتُ من خَطِّ الحافِظ المُفِيد أبي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن يُوسُف البِرْزَاليّ، فيما كَتَبَهُ عن الفَقِيهِ العالِم أبي نِزَار رَبِيْعَة بن الحَسَن بن عليّ اليَمَنِيّ (b): سَمِعْتُه يقُول: كان بحَلَب رَجُلٌ يُقال له: أبو سَعْد بن مَالِك، فسَمَّوه أهْل الحَدِيْثِ أنَس بن مَالِكٍ، وكان أيضًا بهَمَذَان رَجُلٌ يُقال له: أبو بَكْر بن الأَسْقَع، فقيل له: ما اسْمُكَ؟ فقال: أبو بَكْر بن الأَسْقَع، فسُمِّي بوَاثِلَةَ بن الأَسْقَع، وهو كَبِيْرُ السِّنِّ، شَيْخٌ.

أبو سَعْد بن المُفَضَّل بن عَبد الرَّزَّاق بن أبي حَصِيْن

حَكَى عن أَبِيهِ أبي الفَتْح المُفَضَّل، رَوَى عنهُ بعض أُدَبَاءَ مَعَرَّة النُّعْمَان.

قَرَأتُ في جُزْءٍ بخَطِّ بعض الأُدَبَاءِ من المَعَرِّيِّين: حَدَّثَني القَاضِي الأجَلّ هِلَال الدَّوْلةِ أبو سَعْد بن أَبي حَصِيْن بمَعَرَّة النُّعْمَان، قال: حَدَّثَني وَالدِي أبو الفَتْح المُفَضَّلِ بن عَبدِ الرَّزَّاق بن أبي حَصِيْن رَحِمَهُ اللَّهُ، قال: كُنَّا في بعضِ أعْيادِ الضَّحِيَّةِ قد صَلَّيْنا وأكَلْنا الطَّعَامَ، فسَقَطَ علينا طَائِرُ على جَنَاحهِ كتابُ، وفي رِجْلَيهِ زَرَدَتانِ من ذَهَب، فمَسَكْاهُ وفَضَضْنا الكتاب، فوَجَدْنا فيه مَكْتُوب: سُرِّح هَدَاهُ اللَّه بعدَ


(a) ساقطة من م.
(b) م: التيميّ، وهو يمني حضرميّ من شبام، انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء ٢٢: ١٤ - ١٦، تاريخ الإسلام ١٣: ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>