للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَجَبَ العَفَافُ علَيَّ منكِ مَآرِبًا … عزَّتْ ومَحْضُ هَوَاكِ لا يَتَغَيَّرُ

وثَقِيْلةِ الأرْدَافِ مُخْطَفةِ الحَشَا … خَوْدٍ تَقَرُّ بها العُيُونُ وتَسْهَرُ

قالَتْ وقد سفَحَتْ بسَاحَةِ خَدِّها … دَمْعًا تُزَال بِهِ الذُّنُوبُ وتُغْفَرُ

أنَسِيْتَ ما كُنَّا به وَيَدُ الصِّبَا … تَطوي لنا بُرْدَ الوِصَالِ وتَنْشُرُ

أيَّامَ همُّكَ أهيَفٌ مُتَجَاذِبٌ … ومقَبَّلٌ عَطِرٌ وَطَرْفٌ أَحْوَرُ

فأجَبْتُها كُفِّي فَهَمِّي سَابِقٌ … ومُهَنَّدُ عَضْبٌ ولَدْنٌ أسْمَرُ

شُغْلي بإدْرَاكِ العُلَى وطِلَابِهِ … عن حُبِّ غَانيةٍ تُذلُّ وتَحْقِرُ

وقال: سَألتُ سَالِم بن مَكِّيّ عن مَوْلدِه، فقال: في مُسْتَهَلِّ شَوَّال سَنَة اثْنَتَيْن وخَمْسِين وخَمْسِمائَة بحِمْصَ، وتُوفِّيَ ببَغْدَاد في رَجَب أو شَعْبان من سَنَة اثْنَتي عَشرة وسِتِّمائة.

سَالِم بن مَنْصُور، أبو الغَنائِم الشَّاعر الحَلَبِيّ، ويُعْرَفُ بالفَاخِر (١)

رَوَى عن أبي عَبْد اللّه مُحَمَّد بن سَلامَة القُضاعيّ حِكايَةً سَمِعَها منه، وكَتَبَها عنه أبو شُجاع فَارِس بن الحُسَين الشَّهْرَزُورِيّ.

أنْبَأنَا أبو أحْمَد عَبد الوَهَّاب بن عليّ الأَمِين، عن سَعيد بن أحْمَد بن الحُسَين الفَقِيه، عن أبي شُجاع فَارِس بن الحُسَين، قال: حَدَّثَني أبو الغَنائِم سَالِم بن مَنْصُور الشَّاعر المَعْرُوف بالفَاخِر منِ أهْلِ حَلَب، قال: سَمِعْتُ القَاضِي أبا عَبْد اللّه القُضاعيّ بمِصْر، يَقُول: إنّهُ حضَر قُسْطَنْطِينِيَّة رَسُولًا أَنْفَذه صَاحِبُ مِصْر، فذَكَرَ أنَّهُ حَضَرَ الطَّعَام مع المَلِك، فلمَّا رُفِعَ تَساقَط شيءٌ من فُتاتِ الخُبْز، قال: فتتَبَّعْتُه لقْطًا وأكَلْتُه، قال: فأشَار المَلِكُ إلى الحَشَم برَدِّ الطَّبَقِ، وقال: كُل، قُلتُ: ما بي حاجَةٌ إليهِ، فقال: وما حاجتُكَ في لَقْط الفُتَاتِ؟ قُلتُ: نحنُ نَرْوي عن نَبِيِّنا


(١) أعاد ابن العديم التَرْجَمَة له في الألقاب، في الجزء العاشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>