قَابلْتُها خَضْراءَ قد فُوِّفَتْ (a) … بالبَيْضِ تَفْويفَ الأزَاهِيْرِ
كأنَّما دَاراتهُ فَوْقَها … دَرَاهِمٌ تحتَ دَنَانِيْرِ
وقَرَأتُ في رِيَاض المُهَج للسِّيْرَافيّ: أبو الحَسَن المَعَرِّيّ يَصِفُ عُجَّة: [من الوافر]
ومُنْبَسِطٍ إليَّ بلا انْقِبَاضٍ … وذَاك لأنَّنا صِنْوَا وَلاءِ
تشهّى عُجَّةً وأتَى بنَعْتٍ … يَدُلُّ على النَّبَاهَةِ والذَّكَاءِ
فجئتُ بها ذِرَاعًا في ذِرَاعٍ … مُدَوَّرةً مُهَنْدَسَة البنَاءِ
بلا ثَلْمٍ ولا شَقٍّ تَرَاهُ … عُيُونُ النَّاظِرينَ ولا انْطِوَاءِ
أَقَاصِيْها أدَانِيْها اعْتِدَالًا … تَرُوقُ ذَوي المُرُوءَةِ والثَّرَاءِ
كَمثْلِ سَبِيْكَةِ الذَّهَبِ المُصَفَّى … أو الشَّمْسِ انْحَنَتْ عِندَ المَسَاءِ
مَزَجْتُ بِبَيْضِها بصَلًا ولَحْمًا … وأبْزَارًا ومُرْبًا ذا صَفَاءِ
فجأءَتْ كالحَيَاةِ لها نَسِيمٌ … يَردُّ الرُّوْحَ مِن بَعْدِ الفَنَاءِ
وأنِّى للطُّهَاةِ إذا أرَدْنَا … ونِعْم العِلْمُ إصْلَاحُ الغذَاءِ
أبو الحَسَن البَصْرِيُّ (١)
سَمِعَ بحَلَب أحْمَد بن مُحَمَّد الرَّافِقِيّ، رَوَى عنهُ حَنَشُ بن غَالِب.
نَقَلْتُ من مَجْمُوعٍ وَقَعَ إليَّ بمَارِدِين بخَطِّ بعض الفُضَلَاء، فيه: قال -ولَم يَذْكُر مَنْ قال-: وأخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الوَاعِظُ أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن
(a) م: فوقت.