للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أهل طَرَسُوس: إنَّكم إنْ لم تَبْعَثُوا إلينا بما نَحْتَاجُ إليه على الرَّسْم وإلَّا سَلَّمْنا لُؤْلُؤةَ والقَلْعَة إلى الرُّوم، فأعْظَمَ ذلك أهل طَرَسُوس وأكْبَروه، وجَمَعُوا فيما بينهم خَمْسَة عَشَر ألفَ دِيْنارٍ، وعَزَمُوا على حَمْلها إليهم، فقال لهم أَرْجُوْن: أنا أوْلَى بأنْ أتَوَلَّى حَمْلهُ إليهم، فسَلَّموا المالَ إِليهِ، فأخَذَهُ لنفسِه، فلهَّا أبْطَأ عن أهْلِ لُؤْلُؤة ما طَلَبُوا، أتَوَلَّى القَلْعَة إلى الرُّوم، ونَزَلُوا عنها، فقامَتْ على أهْل طَرَسُوس من أجْل ذلك القِيامَةُ، وضَجُّوا في الطُّرُقاتِ بالدُّعَاءَ على أَرْجُوْن.

واتَّصَلَ الخَبَرُ بالسُّلْطان، فكتَب إلى أحْمَد بن طُوْلُون وقلَّدَهُ إيَّاها ضَرُورَةً، ولم يكُن لأبي أحْمَد حِيْلَةٌ في مَنْعِه منها، وذلك في سَنَة أرْبَعٍ وسِتِّين ومَائتَيْن.

أَرُسْطُو بن ينقُوْمَاخُوْش (١)

وهو أَرُسْطَاطَالِيْس الحَكِيم - وقيل فيه: أَرُسْطُوطَالِيْس - ابن الحَكِيم الفِيْثَاغُوْرِيّ الجَهْرَاشِيّ (٢)، وكان تِلْمِيْذ أَفْلَاطُوْن الحَكِيم، وكان أَفْلَاطُوْن يُقَدِّمه على غيره من تَلَامِيْذه، وبه خُتِمَت حِكْمَة اليُوْنَانِيّين.


(١) Aristoteles توفي نحو ٣٢٢ ق. م، وترجمته في: الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ٣٠، ٣٨، المسعودي: مروج الذهب ١: ١٧، ٢٧٦، ٢: ٩، التنبيه والإشراف ١١٥ - ١٢٢، ١٦٢ - ١٦٣، ١٨٠ - ١٨٢، النديم: الفهرست ٢/ ١: ١٥٧ - ١٧٢، وضبط فيه اسمه بكسر الراء، وفيه عرضٌ مفيد لؤلفاته وتلامذته ومَن تولَّى شرحها وتفسيرها منهم، صاعد: طبقات الأمم ٣٥٣ - ٣٨، ابن الأثير: الكامل ١: ٢٩١ - ٣٩٣، القفطي: تاريخ الحكماء ٢٧ - ٨٣، سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان ٣: ٣٩٤ - ٤٠٦، ابن العبري: تاريخ مختصر الدول ٥٠، ٧٧ - ٧٨، ٩١ - ٩٤، ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء ٨٦ - ١٠٥) وترجمته من أطول التراجم وأوفاها، وضمنها ما نقله عن صاعد الأندلسي)، السيوطي: حسن المحاضرة ١: ٦٠ - ٦٢. وانظر مثالة ٦٣٣ - ٦٣٠ R. Walzea، Arstutalis، El ٢، Vol i، pp وفيها إحالة على العديد من المصادر والدراسات العربية والأجنبية التي ترجمت لأرسطو.
(٢) ذكر النديم من متقدمي علماء اليونان: نيقوماخس الجهراسيني، ولم يربط بينه وبين أرسطو بصلة. انظر: الفهرست ٢/ ١: ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>