للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمِعَ ببَغْدَاد من القَاضِي أبي الفَضْل مُحَمَّد بن عُمَر الأُرْمَوِيّ، وأبي الكَرَم المبُارَك بن الحَسَن الشَّهْرَزُورِيّ (a)، وأبي الفَرَج إبْراهيم بن سُلَيمان الضَّرِيْر، وأبي الفَتْح مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي بن أحْمَد وغيرهم، وسَمِعَ بنَيْسَابور من أبي الأَسْعَد هِبَة الرَّحمن بن عَبْد الوَاحِد القُشَيْريّ، وبمَرْو من عبد الرَّحْمن بن مُحَمَّد الكُشْمَيْهَني، وسافَرَ الكَثِيْر، وطافَ ما بين الحِجَاز، واليَمن، والشَّام، وديار مِصْر، وخُرَاسَان، ومَا وَرَاء النَّهْر، وقِطْعَة من بلاد التُّرْك، وغَزْنَة، وبلاد الهِنْد، وجَزَائر البَحْر، وكان يَذْكر عَجَائِب رآها في أسْفَاره، وحَدَّث.

أحمدُ بن يُوسُف بن عليّ، أبو العِبَّاس الشَّريفُ العَلَويُّ الحَسَنيُّ، المُلَقَّب عِمَاد الدِّين المَوْصِليِّ الفَقِيه الحَنَفِيُّ (١)

كان فَقِيهًا، حَسَنًا، صَالِحًا، وَرِعًا، زَاهِدًا، فَاضِلًا، سَكَنَ حَلَبَ وتَفَقَّهَ بها على تَاج الدِّين أحْمَد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الغَزنَوِيّ الحَنَفِيّ، ثمّ صَحِبَ مُوَفَّق الدِّين مَحْمُود بن هِبَة اللّه بن النَّحَّاس، ولَزِمَ دَرْسَه بمَدْرَسَتي شَاذْبَخْت النُّوْرِيّ والحَدَّادِين، وسَافرَ معهُ إلى العَجَم حين توجَّه إليها رَسُولًا، وعادَ إلى حَلَب فأقام بمَدْرَسَة الحَدَّادِين مُشْتغلًا بالفِقْه والعِبَادَة، واجْتهدَ في عِمارَة المَدْرَسَة، ولم يتعرَّض لمَنْصِبٍ، وسَمِعَ معي الحَدِيْث على شَيْخنا افْتِخار الدِّين أبي هاشِم الهاشِميّ، وشَيْخنا بَهَاء الدِّين أبي المَحَاسِن يُوسُف بن رَافِع بن تَمِيْم قَاضِي حَلَب.


(a) المنذري: ابن الشهرزوري.

<<  <  ج: ص:  >  >>