للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جُنِنْتُ لمَّا جَنَّ لَيْلَي بَيْنَنا … وليسَ بي لولا الفِرَاقُ جِنَّهْ

أصْبَحْتُ مِن هجرَانهنَّ في لَظَى … وكانَ ليْ مِن وَصْلِهنَّ الجَنَّهْ

ودَّعنَ فاسْتَودعْنَ قَلْبي زَفْرةً … يَحْتَرِقُ الإنْسُ بها والجِنَّهْ

إنْ عادَتِ العِيْسُ بِهِنَّ عَودَةً … كانَ لها عليَّ أيُّ منَّهْ

سِرْتُ وقَلْبي في الحُمُول مُغْرَمٌ … يَهِيْمُ ما بَيْنَ قِبَابِهِنَّهْ

ناشَدْتُكَ اللَّهَ تَحَمَّلْ حَاجَةً … في النَّفْسِ يا حَادِي رِكَابِهِنَّهْ

إذا حدَوْتَ الظَّعْنَ في جُنْح الدُّجَى … عَرِّضْ بذِكْري بيْنَ عِيْسِهِنَّهْ

وقُلْ رَأيْتُ في الدِّيَار نَاحِلًا … يَقْرَعُ مِن بعدِ الفِرَاقِ سِنَّهْ

لَم يُبْقِ فيهِ السُّقمُ غَيْرَ أنَّةٍ … فلَم يَكَدْ يَطهَرُ لولا الأنَّهْ

تُوفِّي ابن العَارِف هذا بحَلَب بعد وَفَاة المَلِك الظَّاهِر بمُدَّةٍ.

ابنُ عَبْد الرَّحْمن الهاشِميّ (١)

شَاعرٌ من أهْلِ حَلَب، له شِعْر قالَهُ في دَيْر إسْحَاق بقُرْب النَّاعُورَة، ويُقال فيه دَيْر الزَّبِيْب أيضًا، ذَكَرَها أبو الحَسَن الشِّمْشَاطِيّ، وذَكَرَ أنَّهُ كَتَبَ بها إلى آخر، وهي (٢): [من البسيط]

أمَا طَربْتَ لهذا العَارِض الطَّرِبِ … أمَا رَأب الصَّبَا والجَوَّ في لَعبِ

تَعَانَقا فكأنَّ القَطْرَ بينهما … مِن فِضَّةٍ، وكأنَّ الزَّهْرَ من ذَهَبِ


(١) في م ومسالك الأبصار: أبو عبد الرحمن الهاشمي، أورد له ابن فضل اللَّه العمري مقطوعات من شعره في كلامه على دير إسحاق الواقع بين حمص وسلمية، منها المثبت أعلاه وغيرها، وسماه: أبو عبد الرحمن الهاشمي السلماني، من أهل سلمية. انظر: مسالك الأبصار ١: ٤١٤ - ٤١٦.
(٢) الأبيات في مسالك الأبصار ١: ٤١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>