للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَجَبُ بن إبْراهيم بن مُحَمَّد الحنفِيُّ الفَقِيهُ (١)

تَفَقَّهَ بحَلَب، وسَمِعَ أبا عَبْد اللّه مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن الحَسَن الحَرَّانِيّ.

قال لي الفَقِيه خَلِيفَة بن سُلَيمان بن خَلِيفَة الحَنَفِيّ: كان رَجَبُ هذا من الفُقَهَاءِ الحَنَفِيَّة بحَلَب، ثمّ إنَّهُ انْتَقَل إلى دِمَشْق، ودَرَّس بها في مَسْجِدٍ من مَسَاجِدِها، وأثْنَى عليه خَيْرًا.

رِزَام المَجْنُون

كان مُقِيْمًا بطَرَسُوس مُجَاهِدًا، يُعَدُّ في عُقَلَاءِ المَجَانِيْن.

أخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد عبدُ الرَّحْمن، وأبو العبَّاس أحْمَد ابنا عَبْدِ اللّه بن عُلْوَان الأسَدِيَّان، فيما أَذِنا لي في رِوَايتهِ عنهما، قالا: أخْبَرَنَا عَبْد اللّه بن عبد الرَّحْمن في كتابِهِ، قال: أخْبَرَني عليّ بن المُؤَمَّلِ، قال: أخْبَرَنَا أبو عَبْدِ اللّه بن سَعيد، قال: أخْبَرَنَا أَبو الفَتْح مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل الفَارسِيِّ، قَال: أخْبَرَنَا أبو القَاسِم الحَسَن بن مُحَمَّد بن حَبِيْب (٢)، قال: سَمِعْتُ عليّ بن عَبْد المَلِك بن دَهْثَم القَاضِي يَقُول: كان بطَرَسُوس مَجْنُون يُقال لهُ: رِزَامٌ، وكان مَدْهُوشًا يَهْذِي ويُسْمِعُ ويُؤْذِيّ، فإذا خَرَجَ العَسْكَر إلى أرض العَدُوّ خَرَجَ لخُرُوجهم (a)، وحَمَل دَرَقَةً وسَيْفًا، فكُلَّا لَقِي العَدُوّ أفاق كإنْ لَم يَكُن بهِ جُنُونٌ! وكان من أَجْسَر (b) النَّاس عليهم، ورُبَّما قَتَلَ في اليَوْم جُمْلَةً من العَدُوّ، فإذا عادَ إلى أَرْضِ الإسْلَام عاد إلى جُنونهِ.


(a) ابن حبيب: بخروجهم.
(b) ابن حبيب: أخشن.

<<  <  ج: ص:  >  >>