للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ صنَّفَ الشَّيخُ مُحمَّد بن إبْرام بن يُوسُف الحَلَبيِّ (ت ٩٧١ هـ) تاريخًا مَوْسُومًا بدُرِّ الحَبَب في تَاريخ أعْيَانِ حَلَب ضَمَّنهُ تَرَاجِمَ أعْيَان حَلَب في المائة التَّاسِعة (٦)، وأثْنَى في مُقَدِّمته على عَمَل ابن العَدِيم ونَوَّهُ بفَضْله (٧)، وهو كتابٌ مَطْبُوعٌ.

خَطُّ ابن العَدِيْم:

الدَّاعَي للكَلام على خَطِّ ابن العَدِيمِ هو ارْتبَاطُهُ بكتابِ بُغْيَةِ الطَّلَب، ووقُوع الشَّكّ في كَوْنِه من خَطِّهِ، إذ لا تَخْلو تَرْجمَةُ لابن العَدِيْم في المَصَادر من الإشَارةِ إلى جَوْدةِ خَطِّهِ وحُسْنهِ حتَّى غَدَا مَضْربًا للمَثَل، وكانتْ له قُدْرَةٌ على تقلِيدِ خَطِّ عليّ بنِ هِلَال بن البَوَّاب الكتابِ المَشْهُور بحيث لا يُفرَّقُ بينهما، بِل إنَّه فاقَه وفَاقَ أبْناءَ زمانِه في البَراعَةِ وحُسْنِ الخَطّ، وبَلغَ الغايَةَ القُصْوَى في جوْدَتِه وإتْقانه (٨)، وقيلَ إنَّه لَمْ يَكْتُبْ أحَدٌ بعد ابن البوَّاب كخَطِّه (٩)، "وكَتَبَ مُصْحَفًا بخَطِّه ومجمُوعًا من خَطّ ابن البوَّاب وأهْداهمُا إلى السُّلْطانِ المَلِك الأشْرَف مُوسَى ابن المَلِك العادِل أَبي بَكْر بن أيُّوب" (١٠)، وباعَ النَّاسُ من خَطِّ ابن العَدِيْم شَيئًا كَثيرًا على أنَّه خَطّ ابن البوَّاب (١١).

وأطالَ ياقُوت الكَلامَ على خَطِّهِ، قال: "وأمَّا خَطُّهُ في التَّجْويدِ والتَّحْرير والضَّبْطِ والتَّقْييد فسَوَادُ مُقْلَة لأبي عَبْد اللّه ابن مُقْلَة، وبَدْرٌ ذو كمال عند عليّ بن هِلَال""فهو أكْتَبُ من كُلِّ مَن تَقَدَّمَهُ بعد ابنِ البوَّاب بلا شَكّ" (١٢) … "وشاعَ


(٦) كشف الظنون ١: ٣٤٩.
(٧) در الحبب ١: ٩ - ١٠.
(٨) مُعْجَمُ الأدباء ٥: ٢٠٨٢، ابن الشعار: قلائد الجمان ٤: ٣٣٣، الحسيني: صلة التكملة ١: ٤٦٩، اليونيني: ذيل مرآة الزمان ١: ٥١٠، ٣: ١٧٨، ابن كثير: البداية والنهاية ١٣: ٣٣٦، بدر الدين العيني: عقد الجمان (قسم المماليك) ١: ٣٤٠، ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة ٧: ٢٠٩، واللافت أن أغلب أسرة بني العديم وآبائه وأعمامه يشار إليهم بجودة الخط والبراعة فيه.
(٩) ابن الفوطي: جمع الألقاب ٤: ٢١١.
(١٠) ابن الشعار: قلائد الجمان ٤: ٣٣٤.
(١١) اليونيني: ذيل مرآة الزمان ٣: ١٧٨.
(١٢) مُعْجَمُ الأدباء ٥: ٢٠٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>