للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت عَربُ بَنِي نُمَيْر وكِلَاب اجتمعت مع وَثَّاب في زُهاء ستَّة آلاف فارِس، فلَقُوا عسكر الرُّوم وظفروا بهم، وهرب (a) إلى أَنْطَاكِيَة، وجدَّ المَاخُسْطرس في طلب الأصفر، والْتَمَس من لُؤْلُؤ أن يحمله إليهِ خوفًا من إرهاج المُسْلِمين عليه، وتوسَّط الحال بينهما على أن يأتي إلى حَلَب على أن يكون الأصفر في القَلْعَة بحَلَب معتقلا أبدًا، وحمله إليهِ في شعبان سنة سبع وتسعين، فقده لُؤْلُؤ واعتقله ولم يزل في القَلْعَة إلى أن حصلت حَلَب للمغاربة في سنة ستِّ وأربعمائة.

أحْمَد بن الحُسَيْن، أبو الفَرج القَاضِي، قاضي طَرَسُوس

كان فاضلًا عَالِمًا، وهو الَّذي مدحَه المُتَنَبِيّ بالقصيدة الفَائِيَّة التي أَخْبَرَنَا بها أبو مُحمَّد عَبْد العَزِيْز بن مَحْمُود بن الأخضر البغدادي في كتابه، قال: أَخْبَرَنَا الرئيس أبو الحَسَن عليّ بن عليّ بن نَصْر بن سَعِيد البصريّ، قال: أَخْبَرَنَا أبو البركات مُحمَّد بن عَبْد اللهِ بن يَحْيَى الوكيل، قال: أَخْبَرَنَا على بن أيوب بن الحُسَيْن بن الشاربان، قال: أنشدنا أبو الطَّيِّب المُتَنَبِيّ التفسه يمدح أبا الفرج أحْمَد بن الحُسَيْن القاضي (١): [من الطّويل]

لجِنِّيَّةٍ أم غَادةٍ رُفِعَ السَّجْفُ … لَوْحِشِيَّةٍ لا ما لَوْحِشِيَّةٍ شَنْفُ

قال فيها (٢):

أُرَدِّدُ وَيْلي لو قضَى الوَيلُ حاجةً … وأكثرُ لَهْفي لو شَفَى غُلَّةُ لَهْفُ

ضَنًى في الهوى كالسُمِّ في الشَّهْدِ كامنًا … لَذِذْتُ بِه جَهْلًا وفي اللَّذَّةِ الحَتْفُ


(a) بعده بياض في الأصل قدر كلمة، ويفهم من زبدة الحلب ١: ١٧٥ أن المطرود هو الأصفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>