===
رَمَى مَقْتَلَ الآمالِ بالمَال فَانْتَدَى … نَدَاهُ وقَدْ أصْمَى الرَّمايا وما أشْوَى
نَدىً فاقَ في الآفَاقِ حتَّى لو انَّهُ … سَحابٌ أرانا الحرث في مَوْضعِ الإروا
وما ضَرَّنا أنْ تَبْخَلَ السُّحْبُ دُوْنَهُ … ومَنْ سُحْبِ كَفَّيْهِ لنا أكرَمُ المَثْوَى
شَكَوْنا فأعْدَانا على الدَّهرِ نَصْرُهُ … وعُدْنا فلا دَعْوَى علينا ولا عَدْوَى
بجأشٍ تَضيقُ الأَرْضُ عن جَيْشِ عَزْمِه … إذا مادَ لا يَرْضى لأرْكانِهِ رَضْوى
يَخِفُّ إلى داعِي الطِّعَانِ كأنَّهُ … عُقَابٌ رَأتْ صَيْدًا وأفْلَتها المهوَى
فيَسْتَخِرجُ الأرْواحَ عَامِلُ رُمْحِهِ … ويَلْوِي دُيُوْنَ الثَّأر للبَاسِلِ الألوَى
ويَبْسُطُ من فَوْقِ البَسيْطَة قَبْضَةً … نفُوس عدا كانَتْ بأنْفَاسِها رَوى
ويَسْقِي القَنَا قَانِي النَّجِيع كأنَّما … يَرَى العارَ أنْ يُرْوَى السِّنَانُ ولا تُرْوَى
وما صَدَرَتْ من ريِّها عن صدوْرهِم … ثَعَالبَها إلَّا عَوَى الذِّئْبُ واسْتَعَوى
فللمَجْدِ ما أَبنَى وللمال ما أفْنَى … وللحَمْد ما أقْنَى وللشُّكْر ما أحَوَى
مَناقِبُ مُسْتَقْصىً على المجد ما انْثَنَى … عن السَّعْي حتَّى جاوزَ الغايَةَ القُصْوَى
لها أثَرٌ في المَأثُرَاتِ كأنَّها … مَواسِمُ في وَجْه الزَّمَان بها تُكْوَى
فَلَوْلا مَعَانٍ فيه للمَدْحِ أوْضَحَتْ … مَعَانِي القَوَافِي ما عَرَفْنا لها فَحْوَى
ولوْلا المَغَانِي الغَانِيَاتُ بِمَدْحِهِ … عَفا مَنْزِل التَّقْوَى وربعُ الهُدَى أقْوَى
فلا بَرِحَتْ أيَّامُنَا بدَوَامِهِ … مُهَيْمِنَةً لِلمُلْكِ والدِّيْنِ والتَّقْوَى" (١).
كَيْكَاوُس بن كَيْخُسْرُو بن كَيْقُبَاذ، السُّلْطان عِزّ الدِّين، مَلِك الرُّوم
" حَكَى الصَّاحِبُ كَمال الدِّين بن العَدِيْم: أنَّ عِزّ الدِّين، لمَّا قَصَدَ البلَاد، أطْمَع المَلِك الأفْضَل أنَّهُ يُمَلِّكَهُ حَلَب طَمَعًا أنْ يَمِيل الأُمَراء بحَلَب إليهِ، لمَيْلِهم
(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٤: ٣٤٣، ٣٤٦ - ٣٤٧.