للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا أبو العبَّاس رَوَى عنهُ أبو الفَرَج البَبَّغَاء حِكايَةً جَرَت له بحَلَب، ذَكَرَها القَاضِي التَّنُوخِيّ في كتاب الفَرَج بعدَ الشِّدَّة (١).

أنْبَأنَا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن مُعَمَّر بن طَبَرْزَد، عن أبي بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي [. . .] (a).

أبو العبَّاسِ البَدَوِيُّ العَابِدُ

جَالَ في أقْطَار الشَّام، وكان ببَعْلَبَك والرَّقَّة، ففيما بينهما اجْتازَ بحَلَب، أو ببَعْضِ عَمَلها.

رَوَى عنهُ أبو عَمْرو عُثْمان بن سَعيد بن عُثْمان الأسَدِيّ.

أخْبَرَنا أبو القَاسِم عَبْدُ اللَّهِ بن الحُسَين بن عَبْد اللَّه الأنْصَاريُّ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو طَاهِر أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن أحْمَد الحافِظُ، إذْنًا إنْ لم يَكُن سَمَاعًا،


(a) الصفحة بعدها بياض في الأصل، ولعلَّ ابن العديم ترك الفراغ لإدراج الحكاية التي أوردها التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة، ذلك أن أغلب روايات التنوخي اتصل بها ابن العديم من طريق ابن طبرزد عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري. ونص كلام التنوخي: "حدَّثَنِي أبو الفَرج المخزُوميّ المَعْرُوف بالببَّغاء الشَّاعر، قال: كان بحلب بزَّاز يُعرف بأبي العبَّاس بن المَوْصُول، اعْتقله سَيْف الدَّولة بخَرَاجٍ كان عليه مدَّة، وكان الرَّجُل حاذقًا بالتَّعبير للرُّؤيا. فلمَّا كان في بعض الأيَّام، كُنتُ بحَضْرة سَيف الدَّولة، وقد وَصلت إليه رقْعَة البزَّاز، يسأله فيها حضُور مَجْلسه، فأمرَ بإحضاره. وقال: لأيّ شيءٍ سألتَ الحضُور؟ فقال: لعلمي أنَّهُ لا بُدَّ أنْ يُطلقني الأمير سيف الدَّولة مِن الاعْتقال في هذا اليوم. قال: ومن أين عَلِمْتَ ذلك؟ قال: إنِّي رَأيتُ البَارحة في منامي، في آخر اللَّيل، رَجُلًا قد سلَّم إليَّ مشْطًا، وقال لي: سَرِّح لحيتك، ففعلت ذلك، فتأوَّلت التَّسريح، سراحًا من شدَّة واعْتقال، ولكون المنام في آخر اللَّيل، حكمت أنَّ تأويله يصحُّ سريعًا، ووثقت بذلك، فجعلت الطَّريق إليه مسألة الحضور، لأسْتَعطف الأمير. فقال له: أحْسَنت التَّأويل، والأمر على ما ذَكَرت، وقد أطْلَقتك، وسوَّغتك خَرَاجك في هذه السَّنة، فخرَجَ الرَّجُل يَشْكره ويَدْعو له".

<<  <  ج: ص:  >  >>