للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو طَالِب الأنْطَاكِيُّ

شَاعِرٌ من العَصْريِّيْن، واسْمُه الحُسَين بن عليّ، وقد ذَكَرْناهُ في حَرْف الحَاءِ (١)، وأوْرَدَ له أَبو الحَسَن الشِّمْشَاطِيّ في كتاب الأنْوَار أشْعَارًا كَثِيْرةً.

أبو طَالِب الوَاعِظ

وَصَلَ إلى حَلَب رَسُولًا من الخَلِيفَة المُسْتَرْشِد في سَنَة سِتّ عَشْرة وخَمْسِمائَة، واجْتَمَع ببني مُنْقِذ بشَيْزَر.

وذَكَرَهُ أبو الحَسَن عليّ بن مُرْشِد بن عليّ في تَارِيْخهِ، قال، ونَقَلْتُه من خَطِّهِ: سَنَة ستّ عَشْرَة وخَمْسِمائَة، وفيها وَصَلَ الوَاعظُ أبو طَالِب من الخَلِيفَة، فانْتَسَجَتْ بيني وبينَهُ مَوَدَّةٌ، فكَتَبَ إليَّ أبْيَاتًا وأنا دَاخِلٌ من الرُّكُوب (٢): [من السريع]

يا لَيْلَ ما جِئْتكُم زَائِرًا … إلَّا رَأيْتُ الأرْضَ تُطْوَى لي

ولا ثَنَيْثُ العَزْمَ عن دَارِكُم (a) … إلَّا تَعَثَّرْتُ بأَذْيَالي

فلم أعْلَم ما مَعْناها في وُصُولها وأنا مع أبي دُخُول من الصَّيْد، فأريْتُه الرُّقْعَةَ، وقُلتُ: ما مَعْنى هذا؟ فقال: واللَّه لا أعْلَم، وأرَيْتُها لعَمِّي عِزّ الدِّين في الحالِ، فقال: ما أعْلَم، فأمَرَني أنْ أخْلعَ عُدَّتي وأرْجع سَرِيعًا، فخَطَرَ لي أنَّهُ يَخْتَبرني ليَعْلَم بَدِيْهَتي، فكَتَبْتُ في ظَهْرِها (b): [من السريع]

كم لي إلى دَاركَ من صَبْوَةٍ … أَعْدَتْ فأبْكَتْ ليَ عُذَّالي


(a) في وفيات الأعيان لابن خلكان: بابكم.
(b) زيد في م: يقول.

<<  <  ج: ص:  >  >>