للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ جَبَل الطّور بقِنَّسْرِيْن

وهو جَبَلٌ عالٍ، مَدِينَة قِنَّسْرِيْن كانت في لِحْفه من جهَة القِبْلَة والشَّرق، ونَهْر قُوَيْق يَمُرّ من شَرْقيّهِ، وفي رأسهِ مَشْهَدٌ يُقالُ إنَّهُ مَقام صالِح النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عليه وسَلَّم، ويقُولونَ إنَّ النَّاقَة خَرجَتْ منهُ، وهذا لا أصْلَ لَهُ؛ فإنَّ صَالِحًا عَليه السَّلامُ كان بالحِجْر، وقَتَلَ قَوْمُهُ النَّاقَةَ بالحِجْر، والّذي يَغْلِبُ على ظَنِّي أنَّ هذا المَشْهَد بناهُ صَالِح بن عليّ بن عَبْد اللّه بن عَبَّاسٍ، فنُسِبَ إلى صالح النَّبِيّ عَليه السَّلامُ.

ذِكرُ جَبَل بَنِي عُلَيْم

وهوِ مَنْسُوبُ إلى بَني عُلَيْم بن جَنَاب بن كَلْب بن وَبْرَة بن تَغْلِب بن صُلْوَان، نَزَلُوهُ فعُرفَ بهم، ونَسْلُهم بهِ إلى اليَوْم، وسيأتي في أثناء كتابنا هذا ذِكْر جَمَاعَة منهم (١) إنْ شَاءَ اللّهُ.

وهو جَبَلٌ عالٍ مُشْرِف على جَبَل السُّمَّاق، وفي ذَيلِه قَرْيَة كبيرة يُقالُ لها رِيْحا (٢).

وفي رأس الجَبَل عينُ ماءٍ في مَوضِعٍ يُقالُ لهُ الكَرْسَانِيّ (٣)، فيهِ أشْجَار على العَين، من الجَوْز وغيره، ويُشْرف ذلك المَوْضِعُ على جَبَل السُّمَّاق وغيره، ويَقْصدُ


(١) لم يتبق من تراجم رجالهم سوى: حمل بن سعدانة، الوافد على الرسول صلى اللّه عليه وسلم. انظرها في موضعها من الترتيب على حروف المعجم في الجزء السادس.
(٢) ريحا: ويقال أريحا، مَدِينَة على السفوح الشمالية لجبل الأربعين والزاوية بمحافظة إدلب، تقع جنوب مَدِينَة إدلب على بعد ١٣ كم، وتشرف على حوض إدلب، وتبعد عن مَدِينَة جسر الشغور غربًا نحو ٦٠ كم، وعن مَدِينَة معرة النُّعْمَان جنوبًا ٢٠ كم. ياقوت: مُعْجَمُ البلدان ٣: ١١١، المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري ٢: ٧٨ - ٨٠.
(٣) لم يرد لعين الكرساني ذِكْر مرى ما أورده عنها ابن العديم، ونقله عنه سبط ابن العجمي في كنوز الذَّهب ١: ٦٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>