للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسِتّمائة، وكنتُ رَأيتُهُ قَبْلَ ذلك بدِمَشْق يُلَازِمُ المَدْرَسَةَ الشَّرْقيَّةَ الحَنْبَلِيَّةَ، وأصْلُهُ من العِرَاق.

آخر ذِكْر مَن اسْمُهُ أحْمد

أحْمَد شَاه التُّرْكِيُّ (١)

مُقَدَّم الأتْرَاك بحَلَب، وقيل إنَّهُ شَيْبَانيٌّ، كان يَسْكُن مع الأتْراك بالحَاضِر السُّلَيْمَانِيّ، وكان مُطَاعًا مَذْكُورًا شُجَاعًا، له مَوَاقِفُ حَسَنةٌ مع الفِرِنْج.

وهو الّذي اسْتَعاد مَنْبج من أيْدي الرُّوم في سَنَة ثَمانٍ وسِتِّين (٢)، بعد أنْ كان مِيْخائِيْل ابن أُخْت أَرْمَانُوس الرُّوميّ اسْتَوْلَى عليها في ثامن مُحَرَّم سَنة ستِّين وأرْبَعِمائة، ففَتَحَها أحْمَد شَاه - وصاحبُ حَلَب إذ ذاك نصْر بن مَحْمُود - في يَوْم الأَحَد لعَشْرٍ خَلَوْنَ من صَفَر سَنَة ثمانٍ وسِتِّين وأرْبَعِمائة.

ولمَّا أفْضَى الأمرُ بحَلَب إلى نَصْر بن مَحْمُود بن نَصْر بن صالِح، قبضَ على أحْمَد شَاه، واعْتَقَلَهُ بقَلْعَة حَلَب في عِيْدِ الفِطْر من سَنَة ثَمانٍ وسِتِّين وأرْبَعِمائة، وشَرِبَ نَصْرٌ إلى العَصْر، وحَمَلَهُ السُّكْر على الخُرُوج إلى الأتْراك إلى الحاضِر بِظَاهِر حَلَب، فحَمَل عليهم، فرمَاهُ تُرْكيٌّ بسَهْمٍ فقتَلَهُ، وزحَفَ الأتْراك إلى البَلَد يَطْلُبون أحْمَد شَاه، وكان والي القَلْعَة ورْدٌ، وعنده الأَمِير أبو الحَسَن بن مُنْقِذ وجَمَاعَة من الخَوَاصّ، فلمَّا أحسُّوْا بذلك، اسْتَدْعَوا بسَابِق بن مَحْمُود من البَلَدِ إلى القَلْعَة، ونَادوا بشعَاره، وأشَارُوا عليه بإطْلاق أحْمَد شَاه، فأطْلقَهُ في الحال وخَلَعَ عليه،


(١) توفي سنة ٤٧١ هـ، وترجمته في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١١٢ (ذكر عارض أرخ فيه لوفاته)، زبدة الحلب ١: ٢٨٢ - ٢٩٠.
(٢) أي: وأربعمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>