وقال أحمد بن مُحمَّد بن إسْحاَق الزَّيَّات: ومَخْرجُ الأُرُنْد -نَهْر أَنْطاكِيَة- من أرض دِمَشْق ممَّا يلي البَرِيد، ويَجْري مع الجَنُوب، ويَصُبّ في البَحْر الرُّوميِّ.
هذا ما ذَكَرَهُ ابن المُنَادِي وأحمدُ بن مُحمَّد الزَّيَّات أنَّه من أرْض دِمَشْق، وقد ذَكَرنا أنَّ مخرجَهُ من اللَّبْوَة، قَرْيَة من بَلَد بَعْلَبَك، ولعلهما أرادَا أنَّ بَعْلَبَك من أعْمَال دِمَشْق، فنَسَبا أرضَها إلى دِمَشْق.
في ذِكْر البَحْر الشَّاميّ ويُعْرفُ أيًضا ببَحْر الرُّوم
وهو مُلاصقٌ لأعْمال حَلَب، حَرَسَها الله، من طَرَسُوس إلى السُّوَيدِيَّة سَاحِل أَنْطاكِيَة، وعلى شَاطِئهِ من منها: طَرَسُوس، وحِصْن أُوْلاس، والإسْكَنْدَرُونَة، وبَيَّاس، والمُثَقَّب، والسُّوَيدِيَّة. والأَنْهار الأربعةُ التي وردَ الحَدِيثُ الصَّحيحُ (١) أنَّها من أنْهار الجَنَّة، وهي: النِّيْلُ، والفُرَات، وسَيْحَان، وجَيْحاَن، يصُبُّ فيه ثلاثةٌ منها، وهي: النِّيْلُ وسَيْحَان وجَيْحاَن، فقد صار لحَلَب وعَمَلها قِسْط من ماء النِّيْلُ، فتَكْمُل لها بَرَكَة الأَنْهار الأربعة، بعضُها بحقيقة الأنْهُر، وبَعْضُها بالمُمازَجَةِ.
وقد وردَ في فَضْل سُكَّان سَاحِل هذا البَحر ما أنا ذاكِرُهُ، وهو ما أخْبَرنَا به أبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَحْمُود السَّاويّ الصُّوفيِّ إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرنَا الحَافِظُ أبو طَاهِر أحْمدُ بن مُحمَّد بن أحمد السِّلَفيِّ قِراءةً عليهِ وأنا حاضِرٌ أسْمَعُ، ح.
(١) تقدم الحديث في كلامه على ما وَرَد في الحديث والسُّنَّة من أنَّ الفُرَاتُ وسَيْحَان وجَيحان من أنهار الجَنَّة".