وقال لي بعضُ مَنْ أدْرَكهُ من أهْل سِنْجَار من فُقَهائنا الحَنَفِيَّة: أنَّهُ لم يَبْقَ أحدٌ ممَّن تولَّى خنْقَهُ إلَّا ابتُلي ببليَّةٍ، فمنهم من لازَمَهُ الصَّرع إلى أنْ مات، ومنهم من افتقَر واحْتاج بعد الغِنَى إلى مَسْألَة النَّاس.
وحكى لي غيرُه أنَّ قُطْب الدِّين صاحب سِنْجَار لمَّا احتُضر ودنَتْ وفاتُه، جَعَل يَشْكو العَطَش، ويُسْقى فلا يروى، ويَذْكر ابن المُجَاهِد كَثيرًا، ويُردِّد اسْمَهُ على لِسَانه إلى أنْ مات.
وقال لي عليّ بن الحُسَين بن دَبَابَة (a) السِّنْجَارِيّ: إنَّ أحْمَد بن يَرَنْقُش تُوفِّي بسِنْجَار سَنَة خَمْس عَشرة وستِّمائة، في حَبْسِ قُطْب الدِّين صاحبها، مَمْنُوعًا من الطَّعَام والشَّرَاب.
قال: وبَلَغَني أنَّ أُتِيَ بماء ليشربَهُ فردَّهُ وقال: لا حاجةَ لي فيه، فإنِّي رأيتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّوْم، فشَكَوتُ إليهِ العَطَشَ، فناولني فصّ خَاتمه، فمصَصْتُه فزال عنِّي العَطَشُ.
مَنْ اسْمُ أبيْهِ يَزِيد من الأحْمَدِين
أحمدُ بن يَزيد بن إبْراهيم، أبو بَكْر البَجَليُّ
إمامُ المَسْجِد الجَامِع بمَعَرَّة النُّعْمَان.
حَدَّثَ عن أبي بَكْر أحْمَد بن إسْحاق. رَوَى عنهُ أبو الحُسَين مُحَمَّد بن أحْمَد بن عبد الرَّحْمن المَلَطِيّ.