للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

قال: وكان يُزَوِّر الطَّبَقَة ويُزَوِّر خَطّ الشَّيْخ بخَطِّ نَفْسِه، وكان كَثير التَّخْلِيط، قَليل الدِّيانة. نَقَلْتُ ذلك من خَطِّ مُحَمَّد بن الزَّكِيّ. قال: وله ولدٌ اسْمه مُحَمَّد؛ حَسَن الشِّعْر.

قُلْتُ (١): ونَقَلهُ ابن عَشائِر (٢) من خَطِّ ابن العَدِيم وزَاد: وآفَةُ كَذبه جَهْله؛ فإنَّهُ أخْطأ في أسَانيدها وفي شُيُوخ الَّذين ادَّعَى أنَّهُ سَمِعَ منهم، واغْتَرَّ جَماعَة من طَلَبةِ الحَدِيث فسَمِعُوا منهُ بالمَوْصِل وغيرها. وذَكَرَ لي أنَّهُ وُلد سَنَة خَمْسٍ وثلاثين وخَمْسِمائة.

وذَكَرَ أنَّه رآهُ في مَوْضِع آخر من تاريخ ابن العَدِيم: عبد الله؛ مُكَبَّرًا" (٣).

عُلْوَان بن عَبْد الله بن عُلْوَان الأسَدِيُّ الحَلَبِيُّ، أبو عَبْد الله

" وكان ذلك (أي إبْطَال المَكْس المأخُوذ من الحُجَّاجِ في البَحْر إلى مَكَّة على طَرِيق عَيْذَاب) على يَدِ الشَّيْخ أبي عَبْد الله عُلْوَان ابن الأُسْتَاذ عَبْد الله بن عُلْوَان الأسَدِيّ الحَلَبِيّ، كما ذَكَرَ ذلك الصَّاحِبُ كَمال الدِّين (٤) عُمَر بن العَدِيْم في تارِيْخِهِ لحَلَب، في تَرْجَمةِ المَذْكُور، ونصّ ما ذَكَر: أنَّه هو الَّذي أبْطَلَ المَكْس عن أهْلِ مِصْر والمَغارِبة؛ فإنَّ العادَة كانت جَارية عندهم أنَّهم يَخْرجُون إلى جُدَّة ويأخُذُون على كُلِّ إنْسَانٍ سَبْعة دَنانير، ويُهِيْنُونهُم، سواء كانوا فُقَرَاء أو أغْنياء، فلمَّا بَلَغَهُ ذلك، قال لمَلِكِ النَّاصِر سَيِرْني في مَرْكبٍ ومُرْ صاحِب المَرْكِب أنِّي كما قُلْتُ له: ارْجع، يَفْعل ذلك. فسَيَّره في مَرْكبٍ صغِير، فلمَّا وَصَلُوا إلى المَرْسَى، جاءَهُم إنْسَانٌ أسْود من مَكَّة ومعه مِيْزَان، وطالَبَهم بذلك المَعْهُود من المَكْس، فقال: أدُّوا الحقَّ، فقال


(١) القول لابن حجر العسقلاني.
(٢) هو أبو المَعالِي عُمَر بن عَشائِر الحَلَبِيّ، كان قد انتخب من كتاب ابن العديم "بُغية الطَّلب" بعض المُختارات.
(٣) لسان الميزان ٤: ١٠٧ - ١٠٨.
(٤) في المطبوعة: جمال الدين!

<<  <  ج: ص:  >  >>