للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

يَا بَعِيْدَ الصَّوَاب فِيْما يُعَانِيْه … سَخِيْفًا مُبَخَّرًا وهو يَفْسُو

هُب أنْتَ النَّؤُومُ يا بادِيَ الرَّأ … يِ رُوَدًا فأيْن مِنْكَ الحسُّ؟

خَابَ ظَنِّي ولا عجَبْتُ وقَدْ قَلَّ … قَدِيمًا لدَيْكَ عَقْلٌ وحِسُّ

ولقد سُمْتُكَ الخَسِيْسَ فلمَّا … تَسْخُ لُؤْمًا فأنْتَ منهُ الأخَسُّ

كيفَ تَقْنِي شُكْرَ الرِّجالِ وقَدْ ضَا … عَ الرَّئِيسَانِ مِنْكَ قَلْبٌ وَنَفْسُ" (١).

مُحَمَّد بن الحُسَين بن مُحَمَّد بن الحسَين بن عليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الصَّمَد، أبو المُؤيَّد بن أبي إسْماعِيْل الطُّغْرَائيُّ، الأصْبَهانيُّ الأصْل، المَوْصِليُّ المَوْلد، الدُّؤلَيُّ

" حَدَّثَني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن الحَنَفيّ، أدَامَ اللّهُ سَعادَته، قال: كان الوَزِيْر أبو المُؤيَّد فاضِلًا عالِمًا، وَاسِطة خَيْر عندَ مَخْدُومه، مُحبًّا لأهْلِ العِلْم، فَصِيح العِبَارة، حَسَن الإنْشَاء، قد أخذَ من العُلُوم بحَظٍّ وافِر؛ وكان قَيَّمًا بعِلْمِ (٢) الهَنْدَسة.

وكانت وَفاته يَوْم الخَميس الخامِس والعِشْرين من صفَر سَنَة سَبع وستِّمائة بحَلَب، ودُفِنَ في دارِه، ولم يَنَلْ مَدْفُونًا بها، إلى أنْ بيعت على وَرَثتِه، ونُقِلَ منها إلى مَشْهدٍ بمَقام إبْرَاهيم الخلَيْل عليه السَّلام.

ثُمَّ قال: وأنْشَدَنِي إسْمَاعِيلُ بن مُحَمَّد بن الحُسَين، قال: أنْشَدني أبي لنَفْسهِ، ولم أعْرف له نَظْمًا غير هذين البَيْتَين: [من البسيط]

إنَّ العِذَارَيْنِ ما إِنْ زَادَنِي بهِما … إلَّا فُؤَادٌ تَذُوبُ النَّارُ مِن حُرَقِهْ


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٥: ٢٧٨.
(٢) في نشرة كتاب ابن الشعار: يعلم!.

<<  <  ج: ص:  >  >>