للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْظرًا لكُنْتُ أقْبَحكم، أو مَلْبسًا لكُنْتُ أَخْشَنَكُم، أو صَارَتْ خَبَرًا لكُنْتُ أفْظَعَكُم، أو فغَمَتْ رَائِحةٌ لكُنْتُ أتْفَلكُم، فإنْ تكلَّمْتُ فنَفْسِي أُخاطِبُ، ولئن وَعَظْتُ فإنِّي للتَّوْبةِ طَالِب، وفي الإثَابةِ (a) رَاغِبٌ، يَدْعُو إليها النُّهَى، ويُصْرف عنها الهَوَى.

قال (١): فأنْزَلْتُها من قَلْبي ثالثَة الأيْمان، وأضْمَرتها في نَفْسِي حاجةً لَمْ أقْضِهَا إلى الآن، ولِكُلِّ شيءٍ أوَان، مع اعْتِقَادِي أَنَّها بِكْر كلامهِ، وفَضِيْضة ختَامِهِ، حتَّى رويت عن الحَسَن أن أبا بَكْر خَطَب فقال: إنَّ رسُوِل اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم كان يُعْصَم بالوَحْي، وكان معه مَلَكٌ، وإنَّ لي شَيْطَانًا يعْتَرينِيّ، فإذا غَضبْتُ فاجْتَنِبُونيّ، لا أُؤثر في أشْعَاركم وأبْشَاركم إلَّا فَرَاعُونِي، فإنْ اسْتَقَمْتُ فأعِيْنُونيّ، وإنْ اعْوَجَجْتُ فقَومُّوني، ووليتكمُ ولستُ بخَيْركم. قال الحَسَنُ: بلى واللَّهِ إنَّهُ لخَيْرُهم؛ ولكن المُؤْمِن يَهْضِم نَفْسَهُ.

أبو عليّ الأنْطَاكِيُّ (٢)

شَاعِرٌ، قَرأتُ له بَيْتَيْن في الحَمَاسَةِ العِرَاقِيَّة (٣): [من الخفيف]

لا وحُلْوِ الهَوَى ومُرِّ التَّجَنِيّ … ومَخَطِّ العِذَارِ في صَحْنِ خَدِّهْ

لأُذِيْبَنَّ وَجْنَتَيْهِ بلَحْظى … مثْلَ ما قد أذَابَ قَلْبي بصَدِّهْ

أبو عليّ الفَقِيهُ الخُرَاسَانيُّ الوَزِيْرُ

كان فَقِيْهًا نَبِيْلًا، وَزر لبعض القُوَّادِ القَادِميْن إلى حَلَب في نَفِير خُرَاسَان،


(a) م: الإنابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>