للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وعَمِلَ في هذا الكتاب مُشَجَّرات في مَدْحه، وحَمَلهُ إليهِ، فلمَّا وقَفَ عليهِ لم يَهْتدِ إلى قِراءتهِ، فطَلَبَ عَبْد المُنْعِم ليحلَّ المُشَجَّرِات، وكان بحَضْرتِه إنْسَانٌ يَقْصده، فلم يَسَعه عندَ طلبهِ إلَّا إحْضاره، فلمَّا حَضَرَ حَلَّ له المُشَجَّرات، فاسْتَحْسَنها، وسألهُ عن حاجَتِه؛ فقال: علَيَّ دَيْنٌ أطْلب قَضَاءه، فتَقَدَّم إلى الدِّيوان أنْ [ ..... ] (١) بدَيْنهِ، فلمَّا خَرَجَ؛ قال له ذلك الرَّجُل الَّذي يَقْصده: هذا عليه ثلاثمائة دِيْنار! فأمَر الدَّيِوان أنْ [ … ] ثلاثمائة دِيْنار، ويُطْلق لهُ ثلاثمائة دِيْنار أُخْرَى، فأرادَ ذلك الرَّجُل أنْ يَضرّه فنَفَعه.

وقال القاضِي: وسألتُ السَّدِيد عُمَر عن حَالهِ فوَصَفه بالفَضْل والعِلْم؛ قال لي: وكانَ يَمِيلُ إلى الحِكْمةِ.

وحَدَّثني القاضِي أبو القَاسِم، قال: حُدِّثْتُ عن عَبْد المُنْعِم أنَّه كان في مَجْلس المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين؛ فقال له القاضِي الفَاضِل ليَغُضّ من قَدْرِه نِسْبَته إيّاه إلى قَرْيَةٍ: كم بين جِلْيانة والمَرِيَّة؛ فقال مُجِيبًا له في الحال: مثْل ما بين بَيْسان وبَيْت المَقْدِس" (٢).

عَبْدُ الوَهَّاب بن يُوسُف بن عليّ بن الحُسَين بن النَّحَّاس الدِّمَشْقيّ الحَاكِمُ، أبُو مُحَمَّد المَعْرُوف بالبَدْر المجِنّ

" قال ابنُ العَدِيم: تَفَقَّه على مَذْهَب أبي حَنِيْفَة، وبرَعَ في الفِقْه، وَأفْتى.

وكان وَحِيدًا في مُناظَرَتِه، فَرِيدًا في مُحاوَرَتِه، ناظَرَ الفُحُول الوارِدين من وَرَاء النَّهْر وخُرَاسَان في التَّدْريس بمُدُن الشَّام، ثُمّ سَافَرَ إلى القَاهِرَة، ودرَّسَ بالمَدْرسَةِ


(١) بياض في المطبوعة هنا وتاليه، لم يعمره المحقق أو يعلّق عليه.
(٢) ابن الشعار: قلائد الجمان ٣: ١١٣، ١١٨ - ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>