وتُعْرفُ بالحَدَث الحَمرَاءِ لِحُمْرة أَرضها، وهي مَدِينَة كَثِيْرة الماءِ والزَّرْع، وَحَولها أَنْهار كَثِيْرة، وخَرِبَ حِصْنُها وبقيت المَدِينَة، وساكنُوهَا في زَمننا هذا أرْمَن أهل ذِمَّةِ، وهي في أيْدي المُسْلِمين، وكان يَنْزلُ في مُروجها الأكْرَاد بأغْنامِهِم، وتُسَمِّيها الأرْمَن: كَيْنُوك، وتُسَمِّيها الأكْرَاد: الْهَتُّ، والعَرَب تُسَمِّيها: الحَدَث، وكانت تُسَمَّى قديمًا: المُحَمَّدِيَّة، والمَهْدِيَّة، لأنَّها بُنِيت في أيَّام المَهْدِيّ مُحمَّد بن المَنْصُور رَحِمَهُ اللهُ، وتحوَّل إليها أبو مُحمَّد عِيسَى بن يُونُس السَّبِيْعِيّ من الكُوفَة، فنَزَها مُرَابِطًا إلى أنْ مات، وبقي ولدهُ بها بعْدَه. والجَبَل المَعْرُوف بالأُحَيدِب من قبليّها مُطِلّ عليها، شاهدتُها ونزلْتُ في أرضها عندما تَوَجَّهتُ إلى الرُّوم.
وفتَحَها حَبِيْب بن مَسْلَمَة من قِبَل عِيَاض بن غَنْم.
(١) الحَدَث: تقع إلى الغرب من حصن منصور وشمالًا من مرعش، وهي من الثُّغُور الجَزَرِيَّة، كانت مَدِينَة صغيرة عامرة، عليها سور حصين، وكانت تسمى: الحمراء والمحمدية والمهدية، وتبعد عن أَنْطَاكِيَة ثلاثة أيَّام، وعن حصن منصور يوم، ويطل عليها جبل الأحيدب، وتشكَّك لسترنج في موضعها الحالي لكنه رجّح أن تكون بين مرعش والبستان على ضفاف نهر آق صو قرب أنكلي. انظر: ابن خياط: تاريخ ٤٣٩، ابن خرداذبة: المسالك ٩٧، ابن رستة: الأعلاق النفيسة ١٠٧، اليعقوبي: تاريخ ٢: ٢٧٧، قدامة: الخراج ١١٥، ١٨٦، ٣٢٠، الأزدي: تاريخ الموصل ٢٥٣، الإصطخري: مسالك ٦٢ - ٦٣، ٦٧، ابن حوقل: صورة الأرض ١٦٥، ١٨١، ١٨٧، ١٨٨، مجهول: حدود العالم ١٧٥، الإدريسي: نُزهة المشتاق ٢: ٦٥٢، ياقوت: مُعْجَمُ البُلْدَان ١: ١١٨، ٢: ٢٢٧، مارميخائيل: تاريخ ٢: ٤٢٤، ابن شدَّاد: الأعلاق الخطيرة ١/ ٢: ٣٩، أبو الفداء: تقويم البُلْدَان ٢٦٣، الوطواط: مناهج الفكر ١: ٣٦١ (وذكر الوطواط أن الرُّوم تسميها: كينول)، ابن الشحنة: الدر المنتخب، لسترنج: بلدان الخِلَافَة ١٥٤ - ١٥٥، طلاس: المعجم الجغرافي ٣: ٣٢.