للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبرَني أبو الحَسَن عليّ بن الحُسَين بن دَبَابَة، قال: كان عَمَّي أَسَرَتْهُ الكُرْجُ، وكان له دَيْنٌ على سُنْقُر الحَلَبِيّ الأَمِير بحَلَب، فسَعَى وَالدِي في فكَاكِهِ، فقَطَع عليه الكُرْجُ أرْبَعَة آلاف دِيْنار، فجاء وَالدِي إلى حَلَب، واسْتَخْلَصَ دَيْنَ عَمِّي من سُنْقُر الحَلَبي، وسَمَعَ عليه شيئًا آخر حتَّى تَكَمَّل أرْبَعمائة دِيْنار، وسَارَ بها إلى خِلَاط، وكان في صُحْبَتهِ غُلَام لعَمِّي المأسُور، فوَصَل وَالدِي إلى خِلَاط في الشِّتَاء، وكان البَرْدُ شَدِيْدًا، فالْتَفَتَ إلى غُلَام أَخِيْه في مَيْدَان خِلَاط، وقال: يا فُلَان، بالله لو أبْصَرْت أخي السَّاعَة هَا هُنا ما كان جَيِّدًا ونَسْتَريْح من الصُّدَاعِ ومُقاسَاة البَرْد، ومن جَمعْ أرْبَعة آلاف دِيْنار وما معنا غير أرْبَعمائة؟ قال: فما اسْتَتَمَّ الكَلَام حتَّى رَأى شَخْصًا يَعْرفهُ من أهْلِ سِنْجَار، فسَلَّم عليه، وقال: ما رَأيْتَ أخاكَ؟ قال: وأينَ أراه؟! قال: هو في المَدِينَة، فقال: لا تَفعل! فقال: بَلَى والله. ودَخَلَ إليه وأخْرَجَهُ من المَدِينَة إلى أبي، واجْتَمَعا وقَضَى أُمْنِيَّتة، وكان قد هَرَبَ من الأَسْر واتَّفَق ما اتَّفَقَ.

قال لي عِزَّ الدِّين أبو عليّ حَسَن بن مُحَمَّد القِيْلَويّ: تَوَجَّه ابن دَبَابَة إلى سِنْجَار، ثُمَّ توجَّه منها إلى دِمشْق، فماتَ بها بعد سَنَة عَشْرٍ وستَّمائة.

وقال لي أبو الحَسَن عليّ بن الحُسَين بن دَبَابَة: تُوفِّي وَالدِي في جُمَادَى الآخرة سَنَة ستّ عَشْرة وستمائة، عن ستٍّ وسَبْعِين سَنَةً.

الحُسَينُ بن عليّ بن شِبْل بن طَهْمَان، أبو بَكْر الطَّهْمَانِيّ المَعْرُوف بشِبْل

حَدَّثَ بحَلَب عن إسْحاق بن شَاهِين، ورَوَى عن سُليْمان بن سَالِم. رَوَى عنهُ أبو بَكْر مُحَمَّد بن الحُسَين بن صالح السَّبِيْعِيِّ، وأبو بَكْر أحْمَد بن عِيسَى النَّحَّاس.

<<  <  ج: ص:  >  >>