ولو كان بالإنْصَاف يَحُكُمُ لم يكنْ … عَجَيْبًا بأنْ تبْقَى لنا وَتُمَتَّعَا
فبالرَّغْم منِّي يا حُسَينُ تحكَّمَتْ … بجِسْمك أيدِي الدَّهْرِ حتَّى تَضَعْضَعَا
وبالرَّغْم منِّي أنْ تُوَسَّدَ مُفْردًا … ويُصبحَ بعد الأنْسِ بيتُكَ بلقَعَا
وبالوُدِّ منِّي لو صَحِبْتُكَ في الثَّرَى … وصيَّرْتُ من حُزْني بقُربك مَضْجعا
وفاضَتْ دمًا عَيْني عليكَ فإنَّني … لأعْذُلُ أجْفَانِي إذا فِضْنَ أدْمُعا
وقَرَأتُ في هذا الجُزءِ لهُ أبْيَاتًا يَرْثِي بها أبا الحَسَن المُهَذَّب بن عليّ بن المُهَذَّب، وتُوفِّيَ سَنَة تِسْعٍ وعشرين وأرْبَعِمائة: [من الكامل]
دُنْياكَ هَذِي بالأنَام تَقَلَّبُ … وصرُوفُها فيهمْ تجيءُ وتَذْهَبُ
والدَّهْرُ فيهِم قد أجَدَّ وكُلُّهُمْ … يَلْهُو عن الدَّهْرِ المُجِدِّ ويَلْعَبُ
لم يَنْجُ من صَرْفِ الرَّدَى ذو غرّةٍ … غُمُرٌ ولا فطنٌ له يتهيَّبُ
عَتَبي على الدَّهْر الخؤُونِ مُجدَّد … أبدًا لو أنَّ الدَّهْرَ ممَّن يُعْتِبُ
إلَّا يَشِبْ رَأسِيِ لعُظْمِ مُصَابِهِ … بالأكْرمينَ فإنَّ قَلْبي أشْيَبُ
أحمدُ بن يَحْيَى بن سَهْل بن السَّرِيّ الطَّائيُّ، أبو الحُسَين المَنْبِجِيُّ الشَّاهِدُ المُقْرِئُ النَّحْوِيُّ الأُطْرُوش (١)
سَمِعَ بحَلَب ومَنْبج أبا سَلَمَة عُمَر بن عبدِ الرَّحْمِن الإمام الحَلَبِي، وأبا الحَسَن نَظِيْف بن عَبْد الله المُقْرِئ الحَلَبي، وأبا عَبْد اللّه مُحَمَّد بنِ إبْراهيم بن مَرْوَان، وأبا العبَّاس أحْمَد بن فارس الأدِيْب المَنْبِجِيّ، وأبا الحُسَين مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي الزُّبَيْر المَنْبِجِيّ، وأبا عَبْد اللّه الحُسَين بن أحْمَد بن خَالَوَيْه اللُّغَويّ.
(١) توفي سنة ٤١٥ هـ، وترجمته في: تاريخ مولد العلماء لابن زبر ٣٢٧، (وفيه المنيحي بدل المنبجي)، تاريخ ابن عساكر ٦: ٧٦ - ٧٨، معجم الأدباء ٢: ٥٥٥ - ٥٥٦، القفطي: إنباه الرواة ١: ١٨٦ - ١٨٧، تاريخ الإسلام ٩: ٢٥١، الوافي بالوفيات ٨: ٢٤٨، بغية الوعاة ١: ٣٩٥، بدران: تهذيب تاريخ ابن عساكر ٣: ١١٢ - ١١٣.