للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يُجَلِّد الكُتُب في بَيْتهِ بالمَدْرَسَةِ، وكان شَيْخًا حَسَنًا، بَهيّ المنظَر، عنده مُحاضَرة (a) وكَيْسٌ، رَأيتُه ولَم أسْمَعْ منه شيئًا.

وكان سَمِعَ الإمَام عَلاءَ الدِّين الكَاسَانِيّ، وشَيْخَنا افْتِخار الدِّين أبا هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشمِيّ، ورَوَى شَيئًا من شِعْر أبي العَلَاء بن أبي النَّدَى عنه، ورَوَى لنا عنْهُ أبو بَكْر بن أبي عليّ (b) التَّنُوخِيّ السِّمْسَار الشَّاعر بَيْتَيْن من شِعْر ابن أبي النَّدَى، وقد ذَكَرْناهمُا في تَرْجَمَةِ أبي العَلَاء المحسِّن بن أبي النَّدَى (١) من هذا الكتاب.

أبو بَكْر بن الدَّايَة، الأمِير مَجْد الدِّين (٢)

كان أميرًا حَسَنًا، يَرْجعُ إلى دِيْن وخَيْر، وأُمُّه دَايَة نُور الدِّين مَحْمُود بن زَنْكِي، فلذلك عُرف بابن الدَّايَة، واسْمُه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نُشْتِكِيْن، وقد قَدَّمْنا ذِكْرهُ في بابهِ (٣).

وكان خَصِيْصًا بنُور الدِّين، وَجِيْهًا عنده، وكان يَعْتَمد عليه، واسْتَنابَهُ في المُلْك بحَلَب حين غَابَ عنها، وحَدَّثَ بحَلَب عن جَمَاعَهَ من الشُّيُوخ الّذين أجَازُوا له، وأخَذَ الإجَازَة [من] (c) تَاج الدِّين مُحَمَّد البَنْدَهِيّ، سَمعَ منهُ شَيْخنا أبو هاشِم وغيره، وقد أوْرَدْنا من حَدِيثه شيئًا في تَرْجَمَتِهِ فيما تَقَدَّم مِن هذا الكتاب.


(a) الأصل: محاصرة، والمثبت من م.
(b) ساقط من م.
(c) إضافة لازمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>