للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

ابن مَحْمُود وهو في أحْسَن زيّ، وكان الرمان رَبِيْعًا، واحْتَفَلَ النَّاسُ في عِيدِهم، وتَجَمَّلُوا بأفْخَر مَلابِسهم، ودَخَلَ عليه ابن حَيُّوس، فأنْشَدَهُ قَصِيْدة منها: [من الطويل]

ضَفَت نِعْمَتان خَصَّتاك وعَمَّتَا … حَدِثُهُما حتَّى القيَامَةِ يُؤثَرُ

فجَلَس نَصْر فشَرِبَ إلى العَصْرِ، وحَمَلَهُ السُّكْر على الخُرُوج إلى الأتْرَاكِ، وسُكْناهم في الحاضِر، وأرادَ أنْ يَنْهَبهُم وحَمَلَ عليهم، فرَماهُ تُرْكيُّ بسهمٍ في حَلْقِهِ فقَتَلَهُ، وكان قتله يَوْم الأحَد مُسْتَهلّ شَوَّال، سَنَة ثَمانٍ وسِتِّين وأرْبَعمائة. ولمَّا قُتِلَ نَصْر، مَلَكَ حَلَب بعدَهُ أخُوه سَابِق بن مَحْمُود" (١).

هِبَة الله بنِ مُحَمَّد بن هِبَة الله بن أحْمَد بن يَحْيَى بن زُهَيْر بن هارُون بن مُوسى بن عِيْسَى بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة، أبو الفَضْل العُقَيْليُّ، ابن العَدِيْم

" ومنٍ اللَّطَائِف ما حَكَاهُ الصَّاحِب كَمال الدِّين [ابن] العَدِيم، قال: حَدَّثَني أبي، قال: نزلَ جَدّي في بَعضِ الأيَّام يُصَلِّي بالجامع، وخَلَعَ نَعْليه بين يَدِي المِنْبَر، وكانا جَدِيْدين، فلمَّا قَضَى صَلاته قامَ ليلبسهُما، فلم يَجِدهمُا، ووَجَدَ مَدَاسهُ الخلَيع مكانهما، فقال لغُلَامِهِ: ألسْتُ نَزَلتُ الجامِع بالجَدِيد؛ فما الَّذي أصَابَهُ؟ فقال الغُلَام: بلى، ولكن جاءَنا السَّاعَة إنْسَان دقَّ الباب وقال: القاضِي يقُول لكم: انْفذُوا إليه مَدَاسه العَتِيق إلى الجامع فقد سُرِقَ مَتاعه! فضَحِكَ، وقال: هذا لِصٌّ مُشْفِقٌ، جَزاهُ اللهُ خَيْرًا، وهو في أوْسَع الحلّ منه" (٢).


(١) أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر ٢: ١٩٣.
(٢) سبط ابن العجمي: كنوز الذهب ١: ٢٢٨ - ٢٢٩، وقدرنا أن يكون هذا النص من ترجمة جد المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>