للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشْهَب النَّخَعِيُّ (١)

شَهِدَ صِفِّيْنَ مع عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ، وقال شِعْرًا يَوْمئذٍ ذَكَرَهُ أبو مِخْنَف لُوْط في كتابهِ، وقال: وحَدَّثَني الحَارِث بن حُصَيْرة، عن عبد الرَّحْمن بن عُبَيْد أبي الكَنُود أَنَّ عليًّا سار من النُّخَيْلَةِ في أكثر من تسْعين ألفًا فكَثُر فيهم الكَلَامُ، وجعلُوا يَسْألونَهُ عمَّا لا يَنْبَغي أنْ يَسْألوه عنه، وظَهَر الاخْتِلَاف، فكانُوا لا يرْتحلونَ (a) من مَنْزِل إلَّا نقَصُوا، وكان جُلّ القَوْم على ما يُحِبّ عليّ، فقال النَّجَاشِيّ: [من المتقارب]

أرانا نُخَالفُ أمْرَ الإمَامِ … وفي كُلِّ مَنْزِلةٍ نَنْقُصُ

وذَكَرَ أبْيَاتًا، وقال: فلمَّا سَمِعَ عليّ قَوْل النَّجَاشِيّ شَقّ عليه، ولم يكُن مع عليّ حَيٌّ أجْمعَ على ما يُريد من النَّخَع، فلمَّا رأت النَّخَعُ ثقْلَ ما قاله النَّجَاشِيّ على عليّ، وكانوا جَمَاعَة كَثِيْرة غدا الأشْهَبُ النَّخَعيِّ على عليّ والنَّاس مُجْتَمعُونَ، فقال: يا أَمِير المُؤْمنِبْن، إنِّي لا أقول قَوْل صاحبي ولكنِّي أقُول: [من المتقارب]

إذا (b) جُعِلَ النَّاسَ أهْلُ العِرَاق … فإنَّ رجالَ العِرَاقِ النَّخَعْ

هم هَامَةُ (c) الحيَّ من مَذْحِجٍ … وحَامُو الظَّعائنِ عندَ الفَزَعْ

يضُرُّونَ يَوْمًا كما يَنْفعُون … ومَنْ ضَرَّ في حالِ ضَرٍّ نَفعْ

دعانا عليٌّ فلم نأتهِ … غَدَاهً دعَانا لحُبِّ الطَّمَعْ

ولكنْ أجَبْنا إلى دَعْوَةٍ … بها نَفَعِ اللَّهُ أهْلَ البِدَعْ

أَطَعْنا فلم نَعْصهِ جَمَّةً … وكانَ متَى لَدْعُ فينا يُطَع

فكم فِئةٍ قد فَقا عَيْنَها … وعزٍّ أذَلَّ وعَاتٍ قَمَعْ


(a) ب: يرحلون.
(b) ب: إن.
(c) ب: همامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>