للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الرَّجُل من أصْحَاب عليٍّ (a) يشُدُّ على أصْحَاب مُعاوِيَة حتَّى يَدْخُل خَنْدَق مُعاويَة فيُقْتَل، ويَشُدّ الرَّجُلُ مَن أصْحَابِ مُعاوِيَة على أصْحَاب عليّ فيَدخُل خَنْدَق عليّ فيُقتَل، حتَّى امْتَنَع العَسْكَرِان من القَتلى، وعُقِرت الخَيْل، فأَرْسَل عليّ (b) إلى عَمْرو بن العَاص، وكان يَلي حربَ مُعاوِيَة: إنَّ عَسْكَرنا قد امْتَنَع علينا من القَتْلَى ولا أرَاكُم إلَّا قد لَقيَكُم مثْل ما لَقِينا، فليُؤمن بَغضُنا بعضًا حتَّى نُوَاري قَتْلانا، وتُوارُوا قتْلاكم، فبَعَثَ إليهِ عَمْرو: إنِّي قد فَعَلتُ، فجلَس عَمْرو على باب الخَنْدَق، فكان إذا مُرُّ عليه بالرَّجُل من أصْحَاب عليٍّ سَأل عنه فيُخْبَر، فمرَّ عليه برَجُل من أصْحَاب عليٍّ من المُتَهجِّدين، أظُنُّه سَمّاهُ، فسَألَ عنه عَمْرو فأُخْبر، فقال عَمْرُو بن العَاص: تُرَى علي ومُعاوِيَة بَريئان من دَمْ هذا؟!.

عَمُّ الحُسَين بن الفَهْم

كان في صُحْبَة المُعْتَصِم حين قَدِمَ حلَبَ، وغَزَا معه بلاد الرُّوم.

أخْبَرَنَا أبو القَاسِم عَبْد اللّه بن الحُسَين الأنْصَاريّ، عن الحافِظ أبي طَاهِر السِّلَفِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو الحُسَين بن الطُّيُورِيّ (١)، قال: أخْبَرَنَا أحْمَدُ بن مُحَمَّد العَتيقِيّ، قال: حَدّثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلَّان الوَرَّاق، قال: حَدَّثَنَا أبو عِيسَى (c) الطُّومَارِيّ، قال: حَدَّثَنَا الحُسَين بن فَهْمٍ، قال: حَدَّثَني عَمِّي (d)، قال: كُنْتُ مع المُعْتَصِم في بعضِ الغَزَواتِ، قال: فنَزَلْنا على حِصْنٍ، فحاصَرْناهم وقَاتلناهُم، فلَحِقَ أَمِيرَ المُؤْمنِيْن صُدَاعٌ، فأمرَنا بالكَفِّ عن القِتَال، فاطَّلَعَ علينا بِطْرِيْقٌ من الحِصْن، فقال: لَمَ كَفَفْتُم عن القِتَالِ؟ قُلْنا: لِحَقَ أَمِرَ المُؤمنِين صُداعٌ، فَمضَى، ورجَعَ وألْقَى


(a) م: الإمام عليّ.
(b) م: رضي اللّه عنه.
(c) كذا في الأصل و "م"، ومثله في أصول كتاب الطيوريّ، وصحّحه محققه نقلًا عن تاريخ بَغْدَاد: أبو عليّ عِيسَى.
(d) الطيوريات: حَدَّثَنَا عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>