بابٌ في ذِكْرِ مَنْ نَزَل من قَبَائِل العَرَب بأعْمال مَدِينَة حَلَب، ومَنْ كان قَبْلهم في سَالِف الحِقَب
قَرَأتُ في كتاب جَمَاهِير أنْساب اليَمَن (١): قال أبو القَاسِم الحَسَنُ بن عليّ الكُوفِيّ: حَدَّثَنا أبو سُلَيمان دَاوُد بن عَبْد اللهِ اليَمَانيّ، قال: حدَّثنا أحمدُ بن القَاسِم، قال: حَدَّثَنا الفَضْل بن العبَّاس الأنْصاريّ، عن أبيه، قال: أُتِيَ مُعاوِيَةُ بن أبي سُفْيان بشَيْخٍ كبيرٍ قد سقَطَ حاجبَاهُ على عَيْنَيهِ من الكِبَر فما يَنْظُر إلَّا ما رفَع باليَدِ، فسَألَهُ عن أشياءَ ذَكَرَها، وذَكَرها له، وذَكَرَ لهُ وقال: فكانتْ أرضُ الشَّام لسَام بن نُوح وبه سُمِّيَتْ شَامًا، فحوَّلَهُم عنها وَلَدُ حَام.
وذَكَرَ من وَلَدِ حَام كَنْعَان بن حَام، وقال: ووَلَد كَنْعَانُ بن حَام: صَيْدُون بن كَنْعَان، وَحَاث بن كَنْعَان، واليَبُوسيّ بن كَنْعَان، والرّوَّاديّ بن كَنْعَان، والصِّمَاري ابن كَنْعَان، والحَمَايّ بن كَنْعَان، والحَوَانيّ بن كَنْعَان، حَلَّ هؤلاء كُلّهم -وهم بنُو كَنْعَان- السَّواحِلَ من أَنْطاكِيَة، والسَّاحِل كُلّه من صَيْدَا وطَرابُلُس وحِمْص وأرْض القُدْس والغَوْر إلى عَمَل البَثَنِيَّة، وهُمُ الّذين قَتَلَهم يُوْشَع بن نُوْن، وأجْلَاهُم إلى بلادِ المَغْرب.
وقال: وذَكَرَ لهُ وَلَد يَافِث، فقال: يَافِث بن نُوح وُلِد له سَبْعة ذكُور منهم: جُوْمَر بن يَافِث، ومَأْجُوج بن يَافِث، ومَاذِي بن يَافِث، ويَاوَان بن يَافِث، وثُوبان بن يَافِث، ومَاشِخ بن يَافِث، وتِيْراس بن يَافِث.
قال: وولد يَاوَان بن يَافِث: أيَّاس والمِصِّيْصَة وطَرَسُوس وأَذَنَة. والرُّوم من ولد هؤلاء، وحَلُّو بلَادَهُم فعُرِفَتْ بأسْمَائهم على تُخُوم الرُّومِ: طَرَسُوس، وأَذَنَة، والمِصِّيْصَة، وأيَّاس.
وذَكَرَ لي بَعْضُ الإِسْرَائِيليِّين أنَّ الرّوَّاديّ بن كَنْعَان هو الأرْوَادِيّ.
(١) تقدم لابن العديم النقل عن هذا الكتاب الذي جاء غفلًا من اسم المؤلِّف.