للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرَأتُ في نُسْخةٍ مُعَرَّبَة من التَّوْراة (١)؛ عُرِّبتْ للمَأْمُون، قال: وبنو يَاوَان: أيَّاس، وطَرَسُوس، والمِصِّيْصَة، وأَذَنَة.

قُلتُ: والحَمَايّ بن كَنْعَان إليه تُنْسَب حَمَاة.

وقَرَأتُ في كتاب دِيْوَان العَرَب، وجَوْهَرَة الأدَبِ، وإيْضَاح النَّسَب، تأليفُ مُحمَّد بن أحمد بن عَبْد الله الأسَدِيّ النَّسَّابَة (٢)، قال: وقَرَأتُ في التَّوْراة (٣) أنَّ العِيْصَ لمَّا وُلِدَ لهُ هؤلاء الشُّعُوب بأرْضِ سَاعِيْر، وكان مَعَ أخيهِ وأهْل بَيْتِه،


(١) العهد القديم: سفر التكوين ١٠: ٤، سفر أخبار الأيام الأول ١: ٧، وفيه: "وبنو ياوان: أليشة وترشيش وكتيم ودودانيم". وإحالة المؤلِّف تعود على باب ضائع من أول الكتاب.
(٢) ذكر حاجي خليفة (کشف الظنون ١: ٨٠٠) الكتاب ومؤلفه، ولم يزد على ما هو وارد أعلاه، ولم يؤرِّخ لوفاة مؤلفه، وجاء العنوان عنده: "ديوان العرب وجوهرة الأدب في إيضاح النسب".
ولعل مؤلفه هو ذاته الذي ينقل عنه الحسين بن علي الوزير المغربي (ت ٤١٨ هـ) في كتابه أدب الخواص، وسماه: "الهاشمي النسابة من أهل حلب"، وذكر ما يشي باتِّصاله به: "وكان هاشميِّنا الحلبيّ النَّسَّابة يقول .. ". (انظر أدب الخواص ١٣٤، ١٤٧)، وإذا ما قدرنا إقامة الوزير المغربي بحلب في سنوات نشأته الأولى وتنقله فيما بعد بين الشام ومصر فيمكن الميل إلى أن النسابة الهاشمي هو ذاته الذي عناه ابن العديم، فيكون النسابة الأسدي من أهل القرن الرابع الهجري، ويعضد هذا أيضًا بعض السنوات التي ذكرها في كتابه، ومنها ما يذكره، وسيأتي فيما يلي، من أن نزول بني نمير بالجزيرة في سنة ٣٠٩ هـ، وأن لعقب صالح بن علي بن عبد الله العباسي أوقافًا حتى سنة ٣٢٠ هـ، وأن موالي بني صالح بن علي بن عبد الله العباسي لحقوا بمواليهم في النسب في أيامه حتى سنة ٣٢٠ هـ، كما يؤكده أيضًا حديثه المستفيض عن قبيلة بني أسد -التي ينتسب إليها- وتعداد بطونها دون الإشارة إلى إمارة بني مزيد الأسديون في الحلة والتي استمرت نحو قرن ونصف (٤٠٣ - ٥٤٥ هـ). وأيضًا فلم يُشر عند حديثه عن القبائل القيسية القاطنة في جند قنسرين إلى النزوح الكبير نحو الجزيرة الذي حدث بحدود سنة ٣٥٨ هـ. انظر: ابن حوقل، صورة الأرض ص ٢٢٨.
ونقل عنه ابن خلكان وسماه: محمد بن أحمد الأسدي النسابة، ولم يذكر عنوان کتابه. (وفيات الأعيان ٢: ١١٧؛ في ترجمة ناصر الدولة الحمداني).
وإضافة إلى النقول الكثيرة والنصوص الطويلة التي نقلها ابن العديم منه، وهي التي أقام هذا الفصل عليها، فقد نقل عنه أيضًا في تضاعيف: ترجمة إسحاق الأنطاكي، وترجمة إسحاق بن قضاعة، وترجمة أبي رمادة الضبي، وجميعها تأتي في مواضعها من الترتيب على حروف المعجم.
(٣) العهد القديم: سفر العدد ٢٤: ١٨، سفر التثنية ٢: ٥، ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>