حَمْزَةُ بن مُحَمَّد بن عليّ بن العبَّاسِ الحافِظُ، قال: حَدَّثَنَا عمْران بنُ مُوسَى، قال: حَدَّثَنَا زُهَيْر بن عَبَّاد، قال: حَدَّثَنَا أبو عبدِ الرَّحْمن المِصِّيْصيُّ، عن سُفْيان الثَّوْرِيّ، قال: كان في إزَار عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ثَمانية عَشر رُقْعَةً، فقيل: يا أَمِيرَ المُؤْمنِيْن، لو لبسْتَ، فقال: هذا أخْشَعُ للقَلْب، وأجْدَر أنْ يقتَدِيَ بي المُسْلِم، قال سُفْيانُ: ولم أُغَالي بإزَاري وهذا إزار أَمِير المُؤْمنِين.
أبو عَبْدِ الرَّحْمن القُرَشِيُّ الحَلَبِيُّ
شَاعِرٌ مُجِيْدٌ، قَديم العَصْر، في زَمَان ابن المُعْتَزّ أو قبله، هاشِميّ النَّسَب.
قَرأتُ في كتاب الأنْوَار، تأليفُ أبي الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد الشِّمْشَاطِيّ (١)، قال: ومن حَسَنِ الكَلَام وعَذْبِهِ ومَلِيحهِ قَوْل أبي عبد الرَّحْمن القُرَشِيّ الحَلَبيِّ: [من الهزج]
ويَوْمٍ حَجَبَ الغَيثُ … بهِ الصَّحْوَ عنِ الأرْضِ
بنَوْعَينِ منَ القَطْرِ … بمَعْقُودٍ ومُرْفَضِّ
فلمَّا مَخَضَتْه الرِّيْـ … ـحُ أبْدَى صَادِقَ المَخْضِ
وحَضَّ الرَّعْدُ والبَرْقُ الـ … ـعَوَالي أيّما حَضِّ
فسَدَّ الجَوَّ بالطُوْلِ … وسَدَّ الأرْضَ بالعَرْضِ
وسِحَّ الماءُ حتَّى صَا … رَت الرَّبْوَةُ كالخَفْضِ
فباتَتْ تتَبَارَى … كتَبَارِي الخَيْل في الرَّكْضِ
وكالأسْهُم إذ فُوِّقْـ … ـنَ للأغْراضِ بالنَّبْضِ
فوَجْهُ الأرْض مُعْتَمٌّ … بزَهْرٍ نَاعِمٍ غَضِّ
(١) لم يرد النقل المذكور في نسخة كتاب الأنوار ومحاسن الأشعار، بما يدل على نقص ما وصلنا منه، وقد طبع الكتاب بعد العثور على نسخة فريدة منه بخزانة أحمد الثالث بتركيا، كتبت في سنة ٦٣٩ هـ.