للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

عَبْد الحَكَم بن أبي إسْحَاق بن العِرَاقيّ

" وَجَدْتُ ذِكْرهُ في تَقْييدٍ بخَطِّ الصَّاحِب كَمَال الدِّينِ بن أبي جَرَادَة: وهو رَجُلٌ فَاضِلٌ، شَاعِرٌ حَسَن الشِّعْر، قَدِمَ حَلَب في أيَّام المَلِك الظَّاهِر، وأنْشَد له بَيْتَين عَملهما في قَلْعَةِ حَلَب، وقد شاهَد شَخْصًا رَمَى بقَوْس سَهْمًا فوَقَع في كبْد رَجُل، فقَتَله: [من البسيط]

أَخْرَجْتَ من كَبد القَوْسِ ابِنَها فغَدَتْ … تَئِنُّ والأمُّ قد تَحْنو على الوَلدِ

وما دَرت أَنَّهُ لما رمَيتَ بهِ … ما سَار من كَبِدٍ إلَّا إلى كَبدِ

وأنْشَد له: [من الكامل]

قامَتْ تُطَالبني بلُؤْلُؤ نَحْرِها … لما رأتْ عَيْني تَجُود بدُرِّها

وتَبسَّمتْ عجبًا فقُلْتُ لصَاحِبِي … هذا الَّذي ابْتسمتْ به في ثَغْرها

وكَتَبَ إلى الصَّاحِب عَبْد اللّه بن عليّ بن شُكْر وكان قد صُرفَ عن الخَطابَة: [من الخفيف]

مِتُّ جُوعًا وأنْتَ حَيٌّ كَرِيمُ … وبَلاءٌ كَما عَلِمتَ عَظِيمُ

ودُيونٌ جلَّتْ عليَّ مع الفَقْر … وهذا هو العَذَاب الألِيْم

وكَتَبَ تَحتها: وقد عَزَّ الأمْرُ وضَاق الخِنَاق، وجاءَت من الفَقْر أمُور لا تُطَاق: [من الكامل]

فلأيِّ بابٍ غير بَابك أرْجعُ … وبأيِّ جُودٍ غير جُودك أَطْمَعُ

سُدَّتْ علَيَّ مَسَالِكي ومَذَاهِبي … إِلَّا إليْكَ فدُلَّنِي ما أصْنَعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>