أرْبعين وخَمِسمائَة، قال لي: جئثُ إلى الشَّام بنِيَّة أنِّي أزُور القُدس، وإلى الآن ما زُرتُه، فقُلتُ: معي تَزُوره إن شاء اللهُ، فزَارَهُ في صُحْبتي سنة سبْعٍ وثَمانين أو سَنَة ثمانٍ.
وقرَأتُ عليهِ فَاتِحةَ الكتَّاب تَجْويدًا وتَحْريرًا، وقرَأتُ عليه كتاب الفَصيح لثَعْلَب، رَواهُ عن سَعد الخَيْرِ الأنْدَلُسِيّ، وقَرَأتُ عليه رسالة الشَّيْخ ابن مُنير إلى الشَّيخ شَرَف الإسْلَام جَدِّي رَوَاها عنه، قال: اجتَمَعتُ ابن مُنِير في حَلَب، وسَمِعتُ الرِّسالة عليه، وقَرَأتُ عليه أيضًا تصديقَة القُرآن إنْشَاء ابن مُنِير، رَواها أيْضًا عنه، وكان يُصَلِّي إمامًا في مسجد الخَشَّابين، أقام بهِ سنين، وكان له منهم أصْحَاب وجَمَاعَة، فحُسن فيه الظّنّ، وكان يقول: كان عندنا في الحَرْبِيَّة قَوْمٌ من المُتَشَدِّدين يُسَمُّونَ السَّبْعِيَّة، لا يَسلِّمُون على مَن سلم على مَنْ سَلَّم - إلى سَبْعة (a) - على مُبْتدع.
وبلَغَ من العُمر فوق السَّبْعين سَنَةً، ومات بدِمَشْق.
أحْمَدُ بن الحُسَيْن بن مُحمَّد النِّفَّرِيّ، أبو العبَّاسِ
حَدَّث بحَلَب عن القَاضِي أبي عِمران مُوسَى بن القَاسِم بن مُوسَى بن الحَسَن الأشيب، رَوَى عنه أبو الحَسَن المُهَذَّب بن عليّ بن المُهَذَّب بن أبي حَامِدٍ المَعَرِّيّ.
قرأت بخَطِّ أبي صالح مُحمَّد بن المُهَذَّب بن عليّ بن المُهَذَّب، وأَنْبَأْنَا به أبو اليُّمْن زَيد بن الحَسَن الكِنْديّ إجازَةً، قال: أَنْبَأْنَا مُحمَّد بن كامل بن دَيْسَم، قال: أَخْبَرَنَا أبو صالحِ مُحمَّد بن المُهَذَّب إجَازَةً، قال: حَدَّثَنَا أبي أبو الحَسَن المُهَذَّب، في جُمادى الأوْلَى من سَنَة سَبْعٍ وتِسْعين وثلاثمائة، قال: حَدَّثَنَا أبو العبَّاس