للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطَّريق انْقَطع من بَطْن الشَّام بإتيان الرُّومِ عليهِ، وهَلاك مَرافقه، وبَوار وُلاته، واسْتيلاءَ الأعْرَاب عليهم بَعْد هلاك وُلاته، فلَجأ النَّاسُ إلى طَريق البَادِيةِ والبَرِّ بالأَدِلَّاءِ والخَفَارَة (a).

بابٌ في ذِكْرِ بَالِس (١)

وهي مَدِينَةٌ كانت في أوَّل الإسْلام عَامِرَة جدًّا، وهي أوَّل مُدُن جُنْد قِنَّسْرِيْن، وكان لها سُور من بناءِ الرُّوم، وكانت تُفَضَّلِ (b) علي قِنَّسْرِيْن في العِمَارة، وخَرَجَ منها جَمَاعةٌ من العُلَمَاءِ والرُّؤَسَاء، وفي زَماننا خَرب سُورهَا، ولم يبقَ فيها من العُلَمَاءِ أحَدٌ ولا من الرُّؤَساء، ويُنْسَب أهلها إلى قِلَّة العُقُول.

والغَالِب على أهل البَلَد بنُو كِلَاب، وبَرِّيَّتها نَزلها قديمًا بنُو فَزَارَة.


(a) يبدو أن النسخة التي ينقل عنها ابن العديم من كتاب ابن حوقل مباينة للنشرة الموجودة الآن، لاختلاف عباراتها - في أكثر من موضع - عما أورده المؤلِّف، وما وقع فيها من نقص، ولو تصرَّف ابن العديم فيها لقال: "ذِكْر ابن حوقل … " لا "قال"، إذ يرد هذا النص في كتاب ابن حوقل على النحو الآتي: "لأن الطَّرِيق انقطع في غير وقت من بَطْن الشَّام على التجار باعتراض السلطان عليهم وبما سرح الرُّوم بالشام في غير وقت فلجؤا إِلى طريق البادية لبوار السلطان واستيلاء الأعراب على الولاة وخفروا وساروا بالإدلاء".
(b) كذا مشددًا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>