للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

لَعَلَّ برَأي يُحْدِثُ اللّهُ رَاحَةً … فإنَّ الّذي أبلَى يُفَرِّجُ ما تَرَى

فقُلْتُ لها: صَرْفُ الزَّمَانِ وَجَوْرُهُ … أحَالَ على الأحْوَالِ حالي فَغَيَّرَا

وشَتَّتَ أحْبَابِي وأذْهَبَ ثَرْوَتِي … فَصِرْتُ فَقِيْرًا بعْدَما كُنْتُ مُوْسِرَا

تَنَاءَتْ دِيَاري واضْمَحَلَّتْ أحبَّتِي … فهذا الّذي أهْدَى لجِسْمِي التَّغَيُّرَا

فَدَمْعِي سَفُوْحٌ والجَوَى حَلَّ في الحَشَا … وقَلْبِي قَتِيْلُ الحَالَتَيْنِ مُعَفَّرَا

ولا حَاكِمٌ يَقْضِي فيَحْكُمُ بَيْننا … ولا مُسْعدُ تُلْفي لنَصْرِي مُيَسَّرَا

فمَنْ مَانِعِي من ظُلْمِ دَهْرِي وَجَوْرِهِ … ولَم أَلْقَ إِلَّا مَنْ إِذا قال: قَصَّرَا

وقد حَار وَهْمِي من عَظِيْمِ بَليَّتِي … فما حِيْلَتِي فيما سَمِعتُ وما تَرَى" (١).

عِيْسَى بن الشَّيْخ بن السَّلِيل الشَّيْبانيُّ

" ذِكْر عِصْيان عِيْسَى بن الشَّيْخ بدِيَار بَكْر: سَبَبُ ذلك أنَّه كان عامِلًا على دِمَشْق من قِبَل الخَلِيْفَة المُهْتَديّ، وعلى حَلَب أيضًا - هذا كلام ابن العَدِيْم - وقال غيره: بل على دِمَشْق، والأُرْدُنّ، وفِلَسْطِين، واجْتَمَع عنده مال عَظِيم، فُتِحَتْ نَفْسه عليه ولم يَحْمِلهُ إلى الخَلِيْفَة على ما جَرَت به العادَة.

وبَلَغَ ذلك الخَلِيْفَة، فأنْفَذَ إليهِ تَوْقيعًا بأَرْمِينيَّة؛ وكان قَصْده أنْ يَصِير إليهِ فيَقْبضَ عليه، فاسْتَشْعَرَ عِيْسَي بنُ الشَّيْخ ذلك، فعَصِي بديار بَكْر، واسْتَبدَّ بها دُون أمْر الخَلِيْفَة. ورتَّب وَلدَيه مُحَمَّد بن عِيْسَى بآمِدَ، وأحْمَد بن عِيْسَى بمَيَّافارِقِيْن" (٢).


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٤: ٢٤٦ - ٢٤٧.
(٢) الأعلاق الخطيرة ٣/ ١: ٢٩٢ - ٢٩٣، وهذا النص لم يرد في زبدة الحلب، بما يرجح كونه من الضائع من بغية الطلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>