للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَلَدًا مَعْروفًا قَبْل الإسْلام، وبهِ كان مَقْتَلُ المُنْذِر بن مَاءِ السَّماءِ اللَّخْمِيّ مَلِك الحِيْرَة، فنزَلَهُ بَنُو القَعْقَاعَ بن خُلَيْد بن جَزْءٍ بن الحَارِث بن زُهَيْر بن جَذِيْمَة بن رَوَاحَة بن رَبيعَة بن مَازِن بن الحَارِث بن قُطَيْعَة بن عَبْس بن بَغِيض، فأوْطَنُوهُ فَنُسبَ إليهم، وكان عَبْدُ المَلِك بنُ مَرْوَان أقْطَعَ القَعْقَاعَ بهِ قَطِيْعَةً، وأقْطَع عمَّهُ العبَّاس بن جَزْءٍ بن الحاَرِث قطائِعَ أوْغَرَهَا لهُ إلى اليَمَن، وأُوْغِرَتْ بَعْدهُ، وكانت - أو أكثرها - مَوَاتًا. وكانت ولَّادَةُ بنْتُ العبَّاس عند عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَان فولَدَتْ له الوَلِيدَ وسُلَيمانَ.

بابٌ في ذِكْرِ مَعَرَّة النُّعْمَان (١)

هي مَدِينَةٌ حَسَنةُ، وكان لها سُورٌ من الحِجَارة، وأبنيتها أبنيةٌ حَسَنةُ بالحَجَر، وهي كَثِيْرة الأشْجَار والفَوَاكِه، لا سِيَّما من التِّيْن والفُسْتُق والزَّيْتُون. ويَغْلِبُ على أهْلهَا الذَّكَاءُ المُفْرط، وخَرَجَ منها جَمَاعةٌ من العُلَمَاءَ والشُّعَرَاء منهم أبو العَلاء بن سُلَيمان.

وكان الفِرِنْج قد هَجَمُوها، وتَشَتَّتَ أهلُها في البِلاد [في سَنة ستٍّ وسَبْعِين وأرْبَعِمائة] (a)، ثمّ فتحَها من أيديهم أتَابِك زَنْكي بن آقْسُنْقُر، وردَّ على أهلها


(a) ما بين الحاصرتين مثبت في الهامش بخط مغاير لخط المتن، وعنده موضع مخرج إلى ناحية اليسار.

<<  <  ج: ص:  >  >>