للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاءُوا وشَرِبُوا واسْتَراحُوا، فإذا نافةٌ قد أقْبَلَتْ من الّتي كانت لهم، وقد أخَذَها العَرَبُ، فجاءَت إلى أنْ حَقَّقُوها، فرَأوها ناقةَ أبي القَاسِم، فما وقعَتْ إلَّا في يَدِه، فقال: يا قَوْم، لي فيها وَدِيعَةٌ سَبْعَة دَنَانِيْر، قفُوا نتَبَلَّغَ بها إنْ كانت ناقَته (a)، فَدَّ يدَهُ إلى قَتَبها، فوَجَدَ ذَهَبَهُ في المكانِ الّذي عَمَلَهُ، فسَلِم وسَلمِنا ببَرَكتِه.

أبو القَاسِم بن مُحَمَّد بن بَدِيْع بن عَبْد اللَّه بن عَبْدِ الغَفَّار (١)

أخُو أبي النَّجْم بن بَدِيْع، واسْمُه عليّ.

وَزَر أبو القَاسِم هذا لتَاج الدَّوْلَةِ تُتُش بن ألْب أَرَسْلَان بدِمَشْق، وقَدِمَ معَهُ حَلَبَ حين افْتَتَحَها، وكان قد جعلَهُ تُتُش بحَلَب حينَ تَوَجَّه إلى بلَادِ العَجَم، فلمَّا مَاتَ تُتُش وَصَلَ ابنُه رِضْوَان فسَلَّم إليه أبو القَاسِم حَلَب.

وكان لهُ شِعْرٌ، رَوَى عنهُ أخُوهُ أبو النَّجْم؛ وَزِير رِضْوَان.

أخْبَرَنا أبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَحْمُود السَّاوِيّ الصُّوْفيّ بالقَاهِرَة، عن الإمَام أبي طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد السِّلَفيّ، قال: أنْشَدَنا أبو النَّجْم هِبَةُ اللَّهِ بن بَدِيْع الأصْبَهَانِيّ ببَغْدَاد، قال: أنْشَدَنا أخي أبو القَاسِم لنَفْسِه (٢): [من البسيط]

بأصْبَهَان سَقَاهَا اللَّهُ لي سَكَنٌ … لولا الضَّرُورَةُ ما فارقْتُه نَفَسَا

وَيْلي فقَلْبي عِرَاقيٌّ يرقُّ لهُ … وقَلْبُه جَبَلِيٌّ قد عَسَى (b) وقَسَا

لا خلَّصَ اللَّهُ قَلْبي من موَدَّته (c) … إنْ كان سلَوانُه في خَاطِري هَجَسَا


(a) كذا في الأصل، ومثله في م مهملة، ولعله: ناقتي.
(b) الدمية وديوان الطغرائي: جفا.
(c) رواية الباخرزي في الدمية: لا يرد اللَّه أحشائي بزورته، وفي ديوان الطغرائي: لا مرَّ في خاطري تقبيل وجنته.

<<  <  ج: ص:  >  >>