للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال السَّرِيُّ: لولا أنَّكُمُ إذا سَمِعْتُم ما قلْتُهُ بعدَ هذا، ادَّعَيْتُم أنَّني سَرَقْتُهُ منه لأَمْسَكْتُ، وأنْشَد قَصِيدَةً لَامِيَّة قال فيها (١): [من الكامل]

نَحْفَى ونَنْزِلُ وهو أعْظَمُ حُرْمَةً … من أنْ يُذَالَ برَاكبٍ أو نَاعِلٍ

فحَكَم الجَمَاعَةُ له بالزِّيادَةِ في قَوْله: نَحْفَى ونَنْزِلُ.

قلتُ: في هذه الحِكَايَة نَظَرٌ؛ فإنَّ الصَّنَوْبَريّ تُوفِّي سَنَة أرْبَعٍ وثلاثين، وأبو الفَرَج لَم يكُن وَرَدَ إلى سَيْفِ الدَّوْلَةِ.

أبو الحَسَنِ المِصِّيْصِيُّ العَابِدُ

غَزَا بلاد الرُّوم، ورَوَى عن أبي خَيثَمَة زُهَيْر بن حَرب، رَوَى عنهُ أبو عليّ الحَسَنُ بن قُتَيْبَة.

أخْبَرَنَا أبو الحَجَّاج يُوسُفُ بن خَلِيل بن عَبْد اللَّه إجَازَةً، قال: أخْبَرَنَا أبو سَعيد بن أبي الرَّجَاء الصَّيْرَفِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو عليّ الحَسَنُ بن أحْمَد الحَدَّاد، إجَازةً إنْ لم يكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنَا أبو نُعَيْم أحْمَدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الحافِظُ، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر بنُ خَلَّاد، قال: حَدَّثَنَا الحَارثُ بن أبي أُسامَة، قال: حَدَّثَنَا الحَسَن بن قُتَيْبَة، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن المِصِّيْصيّ -قال أبو عليّ: وقد غَزَا مَعَنا بلاد الرُّوم، وكان رَجُلًا صَالِحًا عَابِدًا- فحدَّثنا عن أبي خَيْثَمَة، عن عليّ رَفَعَهُ: أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم قال: مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْن بعد رَكْعَتَي المَغْرب، قَرَأ في كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (٢) خَمْس عَشرة مرَّة جاءَ يَوْم القِيامة فقيل: هذا من الصِّدِّيقين فيَجُوزُهم، يُقال: هذا من الشُّهَدَاء، فيَجُوزُهم، فيُقال: هذا من النَّبِيِّيْن فيجُوزُهُم، فيُقال: هذا من المَلائِكَة فيَجُوزُهم، فلا يُحْجَبُ حتَّى يَنْتهى إلى ظِلّ عَرْش الرَّحمن. حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.


(١) ديوان السري الرفاء ٣٤٨.
(٢) سورة الإخلاص، الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>