إذْ باتَ في مَنْزِلي حَبِيْبي … وَقامَ في أَهْلِهِ بعُذْرِ
فبتُّ لا حَالةٌ كحَالي … ضَجْيْعَ بَدْرٍ صَرِيْعَ خَمْرِ
يا لَيْلَةَ القَدْرِ في اللَّيالِي … لأنْتِ خَيْرٌ مِنَ الْفِ شَهْرِ
ونَقَلْتُ من خَطِّه أيضًا: أنْشَدَني أبو القَاسِم خَالِصُ المَذْكُورُ لنَفْسِه في التَّاريخ أعْلَاهُ من قَصِيدَة: [من الطويل]
سَرَتْ عُطُلًا خَوْفَ العُيُونِ الرَّوَاصِدِ … وجَرْسِ حُلىِّ في الفَضِيْحةِ جَاهِدِ
وخَافَتْ تَفَرِّي اللَّيْل عنِ صُبْحِ وَجْهِها … فلاذَتْ فلَم تَحْفِلْ بإرْسَالِ وَارِدِ
ولولا نَسِيمُ الرِّيح عَرَّفَ عَرْفَها … لنَيْلِ وِصَالٍ دُونَ وَاشٍ وحَاسِدِ
وكم حِيْلَةٍ للهَائِمِ الصَّبِّ في الهَوَى … يَكِيْدُ بها والدَّهْرُ جَمُّ المَكَائِدِ
وما زَالَ هذا الدَّهْرُ يَعْتَاقُ بالمُنَىٍ … مُنَانا ويَسْقِيْنا سِمَامَ الأسَاوِدِ
يُرِيدُ بنا ما لا نُريدُ سَفَاهَةً … ويُوْرِدُنا لا كانَ شَرَّ المَوَارِدِ
ونَقَلْتُ من خَطِّه: وأنْشَدَنا لنَفْسِه في ذَمِّ دِمَشْق: [من الوافر]
لأهْلِ دِمَشْقَ في الدُّنْيا شَقَاء … بسُكْنَاهَا وَهُوْنٌ غيرُ هَيْنِ
مَسَاكِنُ مِن مَسَاكِنِهمْ وإنْ لَم … يُحِسُّوا وَهْيَ شَرُّ الشِّقْوَتَيْنِ
فإنْ لم تُغْتَفَر لَهم ذُنُوبٌ … بهِ دَخلُوا جَهَنَّمَ مَرَّتَينِ
تُوفِّي أبو القَاسِم خَالِص بن أحمد [ … ] (a).
خُبَيْقُ بن سَابِق، أبو عَبْدِ الله الكُوْفيُّ ثمّ الأنْطَاكِيُّ
كان من أهْلِ الكُوفَة وتحوَّل إلى أنْطَاكِيَة هو وابنُهُ عَبْد الله الزَّاهِدُ، وحَكَى عن يُوسُفَ بن أسْبَاط، رَوَى عَنْهُ ابنُهُ عَبْد الله بن خُبَيْق.
(a) بياض في الأصل قدر ست كلمات. ولم أقف على سنة وفاته، وقد كان حيًّا سنة ٦٤١ هـ حسبما نقله المؤلف عن المنذري في الإنشاد المتقدم.