للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو بَكْر عَتِيق بن أبي الفَضْل السَّلَمَانِيّ بدِمَشْقَ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، ح.

وحَدَّثَنَا أبو الحَسَن مُحَمَّدُ بن أحْمَد بن عليّ الفَنَكيِّ، قال: أنْبَأْنَا أبو المَعَالِي عَبْد الله بن عبد الرَّحْمن بن صَابِر، قالا: أخْبَرَنا الشَّريفُ النَّسِيبُ أبو القَاسِم عليّ بن إبْراهيم بن العبَّاسِ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن رَشَاء بن نَظِيف بن مَا شَاء الله، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن إسْمَاعِيْل بن مُحَمَّد الضَّرَّابُ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر أحْمَد بن مَرْوَان المالِكيِّ (٢)، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بن حَفْصٍ، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بن خُبَيْقٍ، قال: سَمِعْتُ أبي يَقُول: قال لي يُوسُف بن أسْبَاط في مَرَضِهِ الّذي ماتَ فيه: يا أبا عَبْدِ اللهَ، إذا أنا مُتُّ فصَيِّر إسْمَاعِيْل بن دَايَة فيمَن يُغَسِّلُني، قال: فقُلتُ لَهُ: يا أبا مُحَمَّد، إسْمَاعِيْل ليسَ من أصْحَابِكَ، وهو من أصْحَاب السُّلْطان، فأيّ شيءٍ مَذْهَبُكَ في هذا؟ قال: دَخَلْتُ الحَمَّام فَخَدَمني ولَم أُكَافِئْهُ، وأنا أعْلَم أنَّهُ يُسَرُّ أنْ يكُون فيمَن يُغَسِّلني فيكُون هذا مكافأةً لِمَا كان منه.

قال ابنُ خُبَيْق: قال أبي: دَعَوْنا سُليْمان الطَّبِيْبَ ليُدَاوِي يُوسُف وكان يَرْجع إليه عَقْلُه أحيانًا، فيقُول: إلَّا قليل، فلَم يَزَل به حتَّى دَاواهُ وصَحَّ، فلمَّا فَرَغ وأراد أنْ يَخْرج سُليْمان الطَّبِيْب، قال يُوسُف: أيّ شيء تُعْطُونَهُ؟ قُلنا: لا يُريد منكَ شيئًا، قال: يا سُبْحَان اللَّه، جئتُم بطَبِيْب المُلُوك ولا أُعْطِيهِ شيئًا! قُلتُ: أعْطهِ دِيْنارًا، فقال: خُذْ هذا فادفَعْهُ إليه وأَعْلِمْهُ أنِّي لا أمْلكُ غيره، لأنْ لا يتوَهَّمِ أنِّي أَقَلُّ مُرُوءَةً من المُلُوك، فدَفعَ إليَّ صُرَّة فيها خَمْسَة عَشر دِيْنارًا، قال: فأخَذْتُها فدَفَعْتُها إليه، وجَعَلَ يُوسُفُ يَعْمَلُ الخُوْصَ بيده حتَّى مات.


(١) لم أقف على الرواية في تاريخ ابن عساكر.
(٢) الدينوري المالكي: المجالسة وجواهر العلم ٤٨٧ - ٤٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>