للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سَيْفُ الدَّوْلَةِ قبْل مَوْتهِ بأيَّامٍ أطْلَقَهُ، وفَكَّ قَيْدَهُ، وخَلَعَ عليه، وأطْلَقَ له أُلُوْفَ دَرَاهِم، واسْتَحَلَّهُ فأحَلَّهُ، واتَّفَقَ أنَّهُ حَضَر وَفاتَهُ، فتَوَلَّى هو الصَّلاةُ عليهِ.

أبو القَاسِم المُقْرِئ بالألْحَانِ

شَاعِرٌ من مَعَرَّة النُّعْمَان، كان حَضَر في مَجْلِسِ أبي العَلَاء بن سُلَيمان، وَلَم أظْفَر بشيءٍ من شِعره، ولمَّا حَضَرَ قال له أبو العَلَاء: إن رَأيْتَ أنْ تُحْيى القُلُوبَ بقراءةِ نَوْبةٍ، فقَرأ: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (١)، فلمَّا أنْهَى النَّوْبَة، أقْبَل عليه أبو العَلَاءِ، وقال: أحْسَنْتَ، لو رآكَ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم لقرَّتْ عَيْنهُ بك، ثُمَّ أنْشَد (٢): [من السريع]

هذا أبو القَاسِم أعْجُوبَةٌ … لِكُلِّ مَنْ يَدْري ولا يَدْري

لا يُحْسنُ الشِّعْر ولا يَحْفَظُ الـ … ـــقُرْآن وهو الشَّاعِرُ المُقْرِي

وقد ذَكَرْنا الحِكَايَةَ مُسْنَدةً في تَرْجَمَةِ مُحَمَّد بن الحُسَين بن صَعْصَعَة (٣) لأَنَّهُ رَوَاها. وقيل: إنَّ هذين البَيْتَيْن لأَخِيهِ أبي مُسْلِم وَادِع، وهي به ألْيَقُ.

أبو القَاسِم النَّاصِبيُّ

شَاعِرٌ كان بحَلَب، ظَفِرْتُ له ببَيْت مُفْردٍ من الشِّعْر، وهو قَوْلهُ في مَجْلِسِ المُتَنَبِّي إجَازَةً لِبَيْت (a) أوَّله شِيْنٌ وآخره شِيْنٌ: [من البسيط]

شُغْل المُحِبِّ عنِ اللَّذَّاتِ إنْ عَرَضَتْ … والصَّبُّ بالوَصْلِ منها كان يَنْتَعِشُ


(a) م: لنفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>