للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

عَبْد الله، أنا في حَسْبِكَ. فطلع! فلَم يَرَني، ونَزَل، وبَقِي في بَيْتهِ سَاعة، وخَرَجَ، فنَزَلتُ، ومَضَيْتُ إلى الشَّيْخ، فقال: وَيْلك يا مُدْبِر! تَتَستّرُ بنا، وتَسْتَعين بنا على المعاصِي؟!

وكان رَحِمَهُ [اللهُ] شَيْخًا طُوَالًا، مُهَابًا، كأنَّهُ نارٌ، وكان يَقُوم نِصْف اللَّيْل إلى الفُقَرَاء، فمن رآه نائمًا ضَرَبهُ، وكان له عَصاة اسْمها: العافِيَة.

وكان شُجاعًا في اللهِ، وباللهِ، كَثيرَ الأذْكار والحضُور، يَغارُ ممَّن يَذْكُر اسْم الجبَّار بغير اسْتِحضار، وله هَيْبَةٌ على المشايخ والفُقَرَاء، لا يَسْطِيع الإنْسَان أنْ يُطِيل النَّظَر إليه، وكان لا تأخُذه في اللهِ لوْمة لائم" (١).

عَبْدُ الله بنُ عَلَّان بن زاهِر بن عُمَر بن أحْمَد بن عَلَّان بن رَزِيْن، أبو الفَضْل بن أبي الحَسَن الواسِطِيُّ الخُزَاعيُّ (٢)

" حَدَّثني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد العُقَيْليُّ، أسْعَدهُ اللهُ تعالَى، من لَفْظِه، قال: قَدِمَ عَبْدُ الله بن عَلَّان حَلَب مِرَارًا، وكان أقامَ بحَمَاة مُدَّةً في خِدْمةِ المَلِك المَنْصُور مُحَمَّد، وذَكَرَ لي أنَّ مَوْلده سَنَة خَمْسٍ وثلاثين وخَمْسِمائة إنْ صَدَق!

وكان كَذَّابًا، يَدّعي أنَّهُ سَمِعَ أبا الوَقْت وغيره، وقَفْتُ على طَبَقات وأثْبات زَوَّرَها بخَطِّهِ، وآفَةُ كَذبه جَهْله، فإنَّه خلَّطَ في أسانيدها، والشُّيُوخ الَّذين ادَّعَى


(١) مسالك الأبصار ٨: ٢١٥ - ٢١٨.
(٢) تأتي له ترجمة بتصغير اسمه: عبيد الله، وجاء فيها؛ ضمن نقل ابن حجر عن ابن عشائر الحلبي أنه رآه في كتاب ابن العديم: عبيد الله، وفي موضع آخر من الكتاب مكبرًا: عبد الله، وهذه طريقة المصنِّف في الترجمة للأعلام بحسب الاختلاف في أسمائهم، وتقدّمت نماذج عديدة في المتبقي من كتابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>