للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبَنى له حَظِيْرة مُخْتَصَرة بالقُرْبِ من باب المَشْهَد، ونَقَلَهُ إليها، ورَأيْتُها بالرَّقَّة، وهي قَصِيْرة البُنْيان.

سَمِعتُ قاضِي القُضَاة أبا المَحَاسِن يُوسُفَ بن رَافِع تَمِيْم يَقُول: قد رُؤي أتَابِك زَنْكِي بعدَ مَوْته في المَنَام، فقيل له: ما فَعَلَ اللّهُ بكَ؟ قال: غَفَرَ لي بفَتْحي الرُّهَا.

زَنْكِي بن مَوْدُود بن زَنْكِي بن آقْ سُنْقُر، أبو سَعيد المُلَقَّب عِمَاد الدِّين، صَاحِبُ سِنْجَار (١)

وهو حَفِيْد المُقَدَّم ذِكْره، ويُلَقَّب: المَلِك العادِل.

وكان عَادِلًا يَمِيْل إلى الدِّين وأهْله، وكان أخُوه عِزّ الدِّين مَسْعُود بن مَوْدُود بعدَ مَوْت المَلِك الصَّالِح ابن عَمّه قد مَلَك حَلَب، فسَيَّرَ إليهِ عِمَاد الدِّين زَنْكل وقال: كيف تَخْتصّ أنْتَ ببلاد عمِّي وابْنه وأمْوَاله، وأنا لا أصْبِرُ على ذلك، وطَلَب منه حَلَب، ويَدْفع إليهِ سنْجَار عِوَضًا عنها، فأجابَهُ إلى ذلك، وأخَذَ جميع ما كان بحَلَب من الأمْوَال والذَّخَائِر، واتَّفقا على تَسْلِيم حَلَب إلى زَنْكِيّ، وتَسْليم سِنْجَار إلى عِزّ الدِّين.


(١) توفي سنة ٥٩٤ هـ، وترجمته في: مضمار الحقائق للأيوبي ١٤١ - ١٤٤، ابن الأثير: الكامل ١٢: ١٣٢، ابن شدَّاد: النوادر السلطانية ١٠٠ - ١٠٦، ١٨٧، ٢٢٢، سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان ٢٢: ٦٠، عز الدين بن شدَّاد: الأعلاق الخطيرة ٣/ ١: ١٦٧ - ١٨٥، وفيات الأعيان ٢: ٣٣٠ - ٣٣١، ذيل الروضتين لأبي شامة ١٩، ابن واصل: مفرج الكروب ٢: ١٠٩ - ١١٠، أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر ٣: ٩٣، تاريخ الإسلام ١٢: ١٠١٦ - ١٠١٧، العبر في خبر مَن غبر ٣: ١٠٩، الإعلام بوفيات الأعلام ٢٤٤، الوافي بالوفيات ١٤: ٢٢٣ - ٢٢٤، تاريخ ابن الوردي ٢: ١٦٨، تاريخ ابن الفرات ٤/ ١: ١٠٢ - ١٠٤، ٤/ ٢: ١٣٩ - ١٤٠، العيني: عقد الجمان ٣: ١٤٠، ٣: ٧٠، النجوم الزاهرة ٦: ١٤٤، النعيمي: الدارس في تاريخ الدارس ١: ٤٧٤، شذرات الذَّهب ٦: ٥١٨، الطباخ: إعلام النبلاء ٢: ١٠١ - ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>