للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أنا إلَّا المسكُ ظَلَّ لدَيْكُمُ … يَضِيع وعِندَ الأكْرَمِيْنَ يَضُوعُ

وكالماءَ أمَّا في السِّبَاخِ فضَائعٌ … وَفي المَنْبَتِ الزَّاكِي حَيًا ورَبيْعُ

وكالدُّرِّ في التِّيْجَانِ يُعْرَفُ قَدْره … ويَدْفِنُهُ تحتَ التُّرابِ مُضيْعُ

وذُكِرَ لي أنَّ البَيْتَ الأوَّل يُرْوَى لمَسْكَوَيْه.

سَالَمُ بن ظَافِر بن إبْراهيم بن رَافِع، أبو الرَّجَاءِ السَّرُوجِيّ

كان مُقيمًا بحَلَب، وحَكَى بها حِكايَةً عن سُليْمان بن عبد الرّحْمن بن عَبْدِ المُنْعِم بن المُنْذِر الحَلَبِيِّ، رواها عنه أبو الخَطَّاب عُمَر بن مُحَمَّد العُلَيْمِيّ.

قَرأتُ بخَطِّ أبي الخَطَّاب عُمَر بن مُحَمَّد العُليمِيّ، وأخْبَرَنا بهِ عنهُ أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن الحَسَن بدِمَشْق، قال: سَمِعْتُ أبا الرَّجَاء سَالِم بنُ ظَافِر بن إبْراهيم بن رَافِع السَّرُوجِيّ، إمْلاءً من حِفْظِه في مَنْزِلي بحَلَب، يَقُول: عُدْنا أبا المَعَالِي سُليْمان بن عبد الرَّحْمن بن عَبْد المُنْعِم بن المُنْذِر في مَرَضِهِ الّذي ماتَ فيه، وقد اعْتُقِلَ لِسَانُه فأخَذَ طِرْسًا وقَلَمًا وكَتَبَ من قِيْلِهِ: [من السريع]

لَهْفِي على غُصنِ شَبَابٍ ذَوَتْ … أوْرَاقُهُ مِن أوَّلِ الغَرْسِ

ومَنْزِلٍ أمَّلْتُ بُنْيانَهُ … فَصَارَ في جَانِجِهِ رَمْسِي

كُلُّ يُسلي نَفْسَهُ جُهْدَهُ إلَّا أنا جُهْدِي على نَفْسِي

ثُمَّ فَاظَتْ نَفْسُه.

قُلتُ: وهذا سُليْمان كان أبُوه بَنى له دَارًا ليُزَوِّجهُ فيها فاخْتُرمَ قبْل ذلك، فأوْصَى أنْ يُدْفن بها، وقال هذه الأبْيَات، وَسَنَذْكُر قِصَّتَهُ في تَرْجَمَتِهِ (١) إنْ شَاءَ اللهُ تعالَى.


(١) ترجمة سليمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن المنذر في جزء ضائع من أجزاء الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>