للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المأمُون إليهِ عَبْد اللهِ بن طاهر بن الحُسَيْن، فَحَصَرَهُ بها إلى أنْ فَتَحَها، وخَرَّب الحِصْن، وبَقِيَت المَدِينَة، وهي الآن قَريةٌ كبيرةٌ عَامِرَةٌ بها الفَلَّاحُون، وهي في أيْدِي المُسْلِمين.

وقد ذَكَرَها أحْمَد بن أبي يَعقُوب بن وَاضِح الكَاتِب في كتابه، فقال (١): وهي مَدِينَة جَليلَةٌ حَصِينَةٌ، كان بها نَصْر بن شَبَث مُتحصِّنًا لمَّا خَالَف، وقد صار إليها المَأْمُون.

قُلْتُ: وقد رَأيتُها في طَريقي إلى الرُّوم، وبينها بين الحَدَث سَبَعَةُ فَرَاسِخ.

بابٌ في ذِكْرِ عَزَاز (٢)

وهي الآن مَدِينَةٌ عَامِرَةٌ، ومَحَاسِنُها في هذا العَصْر سَائره، قد كَثُر بناؤُها، واتَّسَعَت أرْجَاؤُها، وعمرت قَلعَتها، وكَثُرت مَنفعَتَها، وكانت قَلعَتها مَبْنِيَّة بِاللَّبِن والمَدَر، فعَمَرها المَلِكُ الظَّاهِر (a) رَحِمَهُ اللهُ بالحَجَر، فصَارت من أحْصَنِ القِلَاع، ومدينَتها من أحْسَن البِقَاع.


(a) كُتب في الهامش: الملك الظاهر هو غازي بن يوسف بن أيُّوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>